ثقافــــــــــــــــــــــة العــيـب والحـــــرام

كلا الاثنتين مربيتان ، وكل واحدة لها أسلوبها الخاص في زرع الفكرة
في عقل ولدها ، وبدون شك أن كلتي الكلمتان مختلفتان في المعنى والقوة
والتأثير ، والتي قالت لولدها الذي لم يصلي ( عيب ) قد قللت من أمر الصلاة
وأهميتها ، إذ اعتبرتها خلق إذا تركه قد ارتكب عيباً ، بينما كان من الواجب عليها
أن تكون أكثر صرامة وتستخدم صيغة الأمر دون التفريط أو التراخي ختى يعلم ولدها
أن ترك الصلاة أمر عظيم يتجاوز العيب ، وقد يفضي به إلى الكفر والعياذ بالله وأنه معصية
لله تعالى ومخالفة لأوامره وترك لتعليماته عز وجل .
فلو أنها أمرته أمراً ، وقالت له إن ترك الصلاة معصية لله ومخالفة دينية لكان أقوى وأدعى
لزرع الفكرة وأهمية الصلاة في نفسه ، وقد تبقى هذه الكلمة حاضرة معه كلما تهاون أو ترك
الصلاة ، ويستشعر المسؤولية وعظمة الله عز وجل فيبادر إلى الصلاة ولو بعد حين .

وأما التي تقول لطفلها : ( حرام الله ما يحبك ) فربما زرعت في نفسه تصوراً أو معتقداً خطيراً
بأن الله عز وجل لا يحب أحداً ، وستبقى فكرة الحرام معه في كل مراحل حياته ، دون أن يعرف
تفاصيلها ، ويرى أن كل الأشياء حرام إذا لم يتلقى في حياته دروساً تبين له حدود الحرام والحلال
وستنعكس عليه سلباً إذا بقي ذلك أمر مبهماً دون أن توضح له أسباب التحريم أو التحليل .

ومع ذلك فهو لازال طفلاً ولا ينبغي أن نواجه أطفالنا صغار السن بمثل هذه المصطلحات وانتهارهم
بأساليب استفزازية وغليظة ، ويجب أن يكون لدينا خبرة ودراية بكيفية تربية النشء وكيف نحافظ
على سلوكياتهم وفطرتهم سليمة مستقيمة ، دون أن ينحرفوا نتيجة تصرفات هوجاء ، أو تربية خاطئة
وإن كان الهدف من التربية هو الإصلاح والتهذيب .

أجدد شكري لك على أطروحاتك الرائعة ومواضيعك النيرة .
واسمح بنقل الموضوع إلى القسم المختص ( انطلاقة فكر والرأي والرأي الآخر ) فهو
القسم الخاص بالنقاش وإبداء الرأي .