
 مدخل : 
 عندما يتمرد البوح وينبري الكلام في الاسترسال ، تهتز جوانح القلم فيستجيب لرعشات الخواطر ، فيدونها ، بأحرف ملتهبة بالمشاعر أيا كان نوعها المهم أنها جياشة تتلاطم أمواجها في أنحاء النفس ، فتغدو طافية على خضم أمواجها كباخرة تمخر لججها  وتشق عرضها مبحرة في عالم سحيق من الماضي البعيد .
 
 كيف لنا أن نرى خيالنا ، وكيف تنغمس ذاكرتنا في الذكريات ؟! 
 عندما نفكر في المستقبل فإننا نتخيل عالماً مجهولا تطلعاً مشوباً بالأمل والأمنيات ، بأن يتحقق لنا ما قد رسمناه على صفحاتنا ومهدناه لخطنا ، ولكن تبقى المشيئة الإلهية هي الفيصل والقول الفصل في تحقيقها ، ولكن تبقى معنا تلك الآمال والتطلعات طالما أننا  لا زلنا نفكر فيها يحدونا إليها  الأمل ، ومالم نتجاوزها أو تنصرف عنا لتندرج في صفحات الماضي أو نتوارى عن الدنيا  ، وتلك الأماني لا تزال شامخة في أفاق صفحاتنا فذهبنا وبقي التطلع والأمل لم يتحقق ، لأن  ذلك لم يكن لنا ، ولكن الإنسان هكذا دائماً ذو أمل عريض .
 
 وإما أن يكون ما نفكر فيه ويملأ ذاكرتنا ويشغل تفكيرنا قد مضى وانتهى ، وسطرت أحداثه فقد أندرج في أعماق الذكريات ، والذكرى فقط ، خلا من التطلع ، وفقد أضواء الأمل لأنه قد انتهى  وفات ، وأصبح مقيداً في صفحات الزمن الغابر ، ولم يعد لنا من شيء سوى مراجعته كلما مر بنا الزمن وطوينا صفحة الأيام صفحة صفحة  ونعود له مجرد استراحة زمنية لا تعدو البرهة ولا ترقي إلى الحين من الدهر ، فعند ذلك تعتلج في أعماقنا الأحداث كأنها صوراً حية تمر أمام ناظرنا لحظات متقطعة ، وكلما كانت غارقة في القدم كلما كانت صوراً باهتة وخطوطاً متقطعة كمخطوطة مر عليها حين من الدهر فتتصارع تلك الأحداث في حنايانا وتزدحم  في أعماقنا مع الحنين والشوق ، والأسف والحسرة ، لها علاقة بالمنى  لان الإنسان لا يخلو ولن يخلو من الأمنيات ، فيتمنى أن تعود تلك اللحظات والصفحات  وأنى  له ذلك ، فقد اندثرت تحت ركام الماضي المستحيل فلم يعد ذلك التفكير تطلعاً ولا أملاً  ، بل قد صار ماض وأمر مقضياً ، ونسياً منسياً . 
 داخلنا ماض ، وأمل وتطلع ، ومستقبل مجهول تدفعنا إليه التطلعات وتجعل طريقه سهلا  لنندفع نحوه رغم أننا لا نعلم  بم كتب لنا منه .
 
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
wvhu td hgHulhr >( pwvd ,ohw ) [Qvp