السياحة في اندنونيسيا

السياحة في اندنونيسيا

وصلت الحضارة الهندوسية والبوذية إلى إندونيسيا قادمتين من الهند منذ قرابة ألفي عام، وضربتا بجذورهما في جزيرة جاوة على وجه الخصوص.

وفي القرون الأولى من العصر المسيحي كانت معظم الجزر الإندونيسية قد خضعت لنفوذ الكهنة والتجار الهندوسيين الذين نشروا ثقافتهم وديانتهم.

وفي القرن الثالث عشر بدأ الدين الإسلامي يغزو البلاد، ولم يكد يحل القرن الخامس عشر حتى كان الإسلام قد انتشر على امتداد طرق التجارة البحرية، وفي القرن السادس عشر أصبح هو الدين السائد.

وكان التجار البرتغاليون قد وصلوا إلى البلاد في أوائل القرن السادس عشر، لكن الهولنديين طردوهم في أواخر هذا القرن، ليصبحوا (أي الهولنديون) أكبر قوة تجارية أوروبية في المنطقة في القرن السابع عشر، ويحققوا السيطرة على أراضي جاوة في عام 1750.

وبعد أن أخضع نابليون بونابرت لسلطانه دولة هولندا في عام 1811، استولى الإنجليز على الجزر الإندونيسية، لكنهم أعادوها إلى الهولنديين في عام 1816، وفي أوائل القرن العشرين خضعت الأراضي الإندونيسية بكامل مساحتها لحكم واحد هو الحكم الهولندي، حيث أصبحت البلاد جزءًا لا يتجزأ من المملكة الهولندية.




احد مساجد اندونيسيا


وفي الحرب العالمية الثانية احتل اليابانيون إندونيسيا في عام 1942 وأعطوها حكمًا ذاتيًّا اسميًّا فقط، وعندما استسلمت اليابان للحلفاء في عام 1945 أعلن الرئيس الإندونيسي سوكارنو ونائبه محمد حتى استقلال إندونيسيا عن هولندا في 17 أغسطس 1945، عندئذ قامت قوات الحلفاء، وكان معظمها من البريطانيين ـ بمحاربة القوى الوطنية إلى أن وصلت القوات الهولندية، وفي نوفمبر 1946 توصل الهولنديون والإندونيسيون إلى مشروع اتفاق لإقامة اتحاد هولندي إندونيسي، لكن نتج عن الخلافات بين الجانبين حول تفسيره أن اندلع القتال بين قوات الجانبين، واستمر حتى نوفمبر 1949 عندما اتفق الطرفان على شروط الاتحاد. وفي 27 ديسمبر 1949 تنازلت هولندا عن سيادتها على إندونيسيا، وفي 17 أغسطس 1950 أعلنت الجمهورية برئاسة سوكارنو.

أما إيريان الغربية، وهي جزء من جزيرة غينيا الجديدة، فظلت تحت السيطرة الهولندية.

في فبراير 1956 ألغت إندونيسيا اتحادها مع هولندا، وفي أغسطس من نفس العام امتنعت عن سداد ديونها لهولندا، وفي 1957 رفضت هولندا مقترحات لإجراء مفاوضات جديدة بشأن إيريان الغربية، وفي 1962 وافق الطرفان على مشروع وساطة أمريكي، وفي عام 1963 نقلت الأمم المتحدة الولاية على إيريان الغربية إلى إندونيسيا التي وعدت بإجراء استفتاء عام. وفي 1969 صوت رؤساء القبائل إلى جانب البقاء مع إندونيسيا بالرغم من قيام معارضة واسعة لذلك.

وبعد أن تحقق استقلال البلاد، اختلف حتى وسوكارنو، أبوا الاستقلال الإندونيسي، وكان اختلافهما حول مفهوم الديمقراطية إذ فهمها سوكارنو على أنها «الديمقراطية الموجهة»، وفي عام 1960 قام سوكارنو الشخصية السياسية القيادية في إندونيسيا طوال نصف قرن، بتعطيل البرلمان، وفي عام 1963 نودي به رئيسًا للبلاد مدى الحياة، وفي عهده راح الحزب الشيوعي الإندونيسي يزداد نفوذًا، إذ أقام سوكارنو تحالفات وثيقة مع الحكومة الشيوعية.

قامت القوات الإندونيسية المسلحة بأسلحة روسية بشن غارات في عامي 1964، 1965 على دولة ماليزيا إذ كان سوكارنو يعارض قيام الاتحاد الماليزي، وفي عام 1966 وقَّعت إندونيسيا وماليزيا اتفاقًا لإنهاء الحرب بينهما.



المدنية الحديثة في اندونيسيا


في عام 1965 قامت محاولة انقلابية قتل فيها العديد من ضباط الجيش، وتم القضاء عليها، وحمل النظام الحاكم الحزب الشيوعي مسئولية هذا الانقلاب إذ عُرف أن بعضًا من أعضاء هذا الحزب كانوا مشاركين في هذه المحاولة الانقلابية التي قتل في أعقابها أكثر من 300000 من الشيوعيين في مذابح قام بها الجيش.

كان الجنرال سوهارتو، رئيس الأركان في الجيش، هو الذي قاد عملية إخماد الانقلاب، فأخذ بيده زمام الحكومة، وراح يزيح سوكارنو عن الحكم تدريجيًّا إلى أن اضطلع بالسلطة في عام 1967، ونودي به رئيسًا للجمهورية في 1968.

سمح سوهارتو بإجراء انتخابات وطنية أعادت البلاد إلى الحكم النيابي، كما أنهى حالة الحرب مع ماليزيا، وأقام بمساندة الجيش حزبًا حكوميًّا قويًّا، وقيد المعارضة، وربط البلاد بالغرب، وفي تلك الأثناء أدت صادرات البترول إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتنشيطه، وساد البلاد استقرار سياسي.

وفي عام 1975 قامت إندونيسيا بغزو نصف جزيرة تيمور الذي كان خاضعًا للحكم البرتغالي وضمت أراضيه في عام 1976، ومات كثيرون من جراء الحرب والمجاعة.*

وفي عام 1991 تكونت مجموعات عديدة تنادي بالديمقراطية، وذلك على أثر التكهنات التي راجت من أن سوهارتو ينوي ترشيح نفسه لفترة رئاسة سادسة، واستمرت الحكومة في برنامجها الإصلاحي بتخفيض الضرائب الجمركية وتقليل الحواجز التي تقف في وجه الاستثمارات الأجنبية. وفي مارس 1993 قام أعضاء مجلس شورى الشعب (وعددهم ألف عضو)، وهو المجلس الذي يجتمع خمس سنوات لهدف محدد هو انتخاب رئيس للجمهورية، بإعادة انتخاب سوهارتو الذي كان المرشح الوحيد بلا منازع.

وفي أوائل عام 1995 شنت الحكومة حملة تأديبية ضد محرري الصحف والمجلات الذين كانوا ينتقدونها. وفي يوليو 1996 وقعت اضطرابات في جاكارتا، وتزايد السخط الجماهيري، وفي مارس 1997 انهارت شركة كونها محتالون نصابون تحت ستار استخراج الذهب، مكبدة المستثمرين خسارة زادت على ثلاثة بلايين دولار، وفي سبتمبر 1997 أدى الدخان المتصاعد من حرائق امتدت فوق مساحات شاسعة من الغابات إلى تهديد البلاد بكارثة بيئية كبرى إذ غطى الدخان مساحات كبيرة في جنوب شرق آسيا.

وكانت ميجاواتى سوكارنو، ابنة سوكارنو، قد انتخبت في 1994 رئيسًا للحزب الديمقراطي الإندونيسي المعارض الذي حدث في داخله انشقاق في عام 1996 بتشجيع من الرئيس سوهارتو، وانتهى بطردها من الحزب، كانت الانتقادات الموجهة إلى سوهارتو من داخل البلاد قد تزايدت بسبب نظامه السياسي المنغلق، وعزلته المتزايدة والحملات الدعائية لتقديس شخصه، والفساد الذي ضرب بأطنابه بين أصدقائه وأفراد أسرته ـ مما أدى إلى قيام مظاهرات عنيفة ضد الحكومة في عامي 1996 و1997.




جزيرة بالي اشهر منتجعات اسيا السياحية و هي تابعة لاندونيسيا

في مارس 1998 أعاد البرلمان انتخاب سوهارتو رئيسًا للجمهورية للمرة السابعة على التوالي، وفي الوقت الذي أدى فيه التدهور الاقتصادي الشديد إلى تزايد الاستياء الشعبي العام من المحسوبية والشِلَلِيَّة والفساد الذي استشرى في نظام سوهارتو، وأشعلت الزيادات في الأسعار في شهر مايو شرارة الاحتجاجات الجماهيرية التي أعقبتها أعمال العنف في جاكارتا وغيرها من المدن، راح ضحيتها 500 قتيل. وفي 21 مايو استقال سوهارتو وخلفه نائبه يوسف حبيبي، وفي 20 أكتوبر 1999 انتخب البرلمان عبد الرحمن واحد رئيسًا للجمهورية الذي تم عزله، وتعيين نائبته مجاواتى سوكارنو في يوليو 2001 بواسطة البرلمان.

حصدت الصدامات التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين في جزيرة ملقا في المدة 1999-2002 أرواح حوالي خمسة آلاف شخص، وتسبب العنف العنصري في كاليمنتان بجزيرة بورنيو إلى مقتل أكثر من 400 شخص في فبراير 2001.

في 20 مارس 2002 أصبحت تيمور الشرقية التي كانت مستعمرة برتغالية وقامت إندونيسيا بغزوها في ديسمبر 1975، وظلت تحت سيطرتها حتى أكتوبر 1999، أصبحت دولة كاملة الاستقلال باسم تيمور ـ لِستى.

في أغسطس 2002 قام مجلس شورى الشعب بتعديل الدستور وإنشاء نظام انتخابي رئاسي مباشر وإلغاء مقاعد العسكريين في البرلمان والتي كان عددها 38 مقعدًا. وفي أكتوبر قام إرهابيون ربط بينهم وبين تنظيم القاعدة بتفجير ملهى ليلي في بالي وقتلوا 180 شخصًا. أما الانفصاليون في إقليم أشيه في شمال غرب سومطرة فقاتلوا قوات الحكومة مرارًا طوال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وانتهت محادثات السلام التي عقدت في جنيف مع هؤلاء الانفصاليين بعقد اتفاق سلام في ديسمبر 2002، لكن رئيسة الجمهورية ميجاواتى سوكارنو أعلنت في مايو 2003 الأحكام العرفية في أشيه، وبدأ هجوم جديد للجيش ضد الثوار الذين تقهقروا إلى الجبال.
في أبريل 2004 اندلع قتال عنيف مرة ثانية بين المسلمين والمسيحيين في جزيرة ملقا.

في سبتمبر 2004 انفجرت سيارة مفخخة خارج سفارة استراليا في جاكارتا فقتلت 9 أشخاص وجرحت أكثر من 180.


في 20 سبتمبر 2004 وفي انتخابات الإعادة على منصب رئيس الجمهورية هزم سوسيلو بامبانج يوهويونو، وهو جنرال متقاعد، هزم ميجاواتى سوكارنو.


وفي ديسمبر 2004 وقع زلزال شديد بعيدًا عن الشاطئ الشمالي الغربي لجزيرة سومطرة مما أحدث موجة جبلية (تسونامي) ألحقت الدمار بمنطقة المحيط الهندي، وكان عدد القتلى في إندونيسيا وحدها أكثر من 125 ألف شخص لا يدخل ضمنهم 40 ألف مفقود، لكن هذا الزلزال وتوابعه ساعد على تحقيق الوصول إلى معاهدة سلام مع ثوار أشيه في شهر أغسطس 2005.


كان زلزال كبير آخر قد وقع بعيدًا عن الشاطئ الشمالي الغربي لجزيرة سومطرة في مارس 2005 مخلفًا وراءه مئات القتلى.

· إندونيسيا عضو في منظمة الأمم المتحدة وجميع وكالاتها المتخصصة، وفي منظمة الدول المصدرة للبترول، وفي منظمة التعاون الاقتصادي الآسيوي الباسيفيكي وفي رابطة دول جنوب شرق آسيا.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: نزهة في جنات وظلال وارفة

---

hgsdhpm td hk]k,kdsdh

الفيفي

موضوع رائع تقبل مروري وتحياتي

الله يعطيك العافية على الموضوع الرائع
تقبل مروري