ليت الزمن يعود إلى الوراء كي أعيد كتابة قصة
حياتي من جديد ، وترتيب سجلاتي ، وأعود إلى أحضان
الصبا والنقاء ، ولأمسح مساحات شاسعة من
حياتي أجدها عبءً يثقل كاهلي ، وأحرق أوراقاً
مهشمة الأطراف ، محترقة السطور .
سأسير بموازاة الأيام القادمة على خط زمني وأداريها
حتى لا توقعني في طرقات الغموض والوحشة ، وتحملني
ما لا أحتمل من عوامل الحياة ومؤثراتها ومتاعبها .
إنها أمنية مستحيلة ليست إلا مفتاح لعمل الشيطان ، وأحلام
وردية تتراءا في العين جميلة ، وتغزو النفس غزواً بارداً
عذباً فتنتشر في أنحاء النفس كما ينتشر الضباب بين دفتي
الوادي ، ثم يحلق إلى أعالي القمم .
كم أنا متعبٌ ، وكم حاولت أن أضع عن كاهلي عبء الهموم
ولكن دون جدوى ، لا أجدها إلا في تزايد وتمادٍ حتى .
كلما حاولت نسيانها أو بالأحرى تناسيها تنتشر في ذاكرتي
ومخيلتي كما ينتشر السيل في الوادي العظيم ، فتجرف معها
كل معتقدات النسيان وأفكاره ، وتنقش على جدران عقلي
ردحاً من الزمن الماضي يبدد في تراجيعي أحلام المستقبل .
كلما سرت في طريق جديد بعيداً عن وعثاء الطرقات وثناياها
أجد في طريقي من ينتظرني في ثنيته ثم يسير معي ويأخذ بيدي
قليلاً حتى أعتاد عليه ويتعلق به قلبي حتى إذا وصل بي إلى مفترق
طرق تفلت من يدي وسلك طريقاً آخر وتركني في قارعة الطريق
وعلى ذلك المفترق ، كأنه لا يعرفني ولم يكن بيني وبينه رحلة
من العمر قطعناها سوياً ، متنكراً متناسياً أنه قد اقتطع من صدري
كل المشاعر والقلب ، وذهب يجر خلفه أحساسي .
فإما أن أواصل السير وحيداً بدون قلب وتفكير يهفو إلى المفترق
ومشاعر تجوب الفيافي وتتلاشى في الطرقات بحثاً عنه ، وصور
تتركز في أحداث فراق مفتعل كأنما هو القتل العمد ( للنفس التي
حرم الله إلا بالحق ) .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Yuh]m ;jhfm hgrwm >
الإهداءات
إعادة كتابة القصة . 
العرض العادي
