ولد رشيد عالي الكيلاني في بغداد عام 1893، وهو من سلالة الشيخ عبدالقادر الكيلاني، صاحب الطريقة الصوفية، المعروفة بالقادرية، والواسعة الانتشار بين المسلمين، وتعلم في مدارس بغداد الإعدادية والثانوية، ثم التحق بكلية الحقوق. وعقب نيل إجازتها، تقلد عدة مناصب حكومية. وفي الوقت نفسه، كان يعمل سراًّ مع أحرار العرب، في سبيل تنمية الفكرة العربية ونشرها. واشتغل بالتدريس في كلية الحقوق، ثم مديراً عاماًّ لأوقاف الموصل، وقاضياً في محكمة الاستئناف. بيد أنه اصطدم برغبات الإنجليز، فاستقال وعاد إلى المحاماة. وطفق نجمه يبزغ في الأوساط الوطنية والسياسية. وفي عام 1924 عُين وزيراً للعدل، وهو في الواحدة والثلاثين من عمره، ولكنه ما لبث أن قدمّ استقالته على أثر التصادم الذي وقع بين الإنجليز وبين الحكومة، حول استثمار البترول العراقي. واشترك مع ياسين الهاشمي عام 1930، في تأسيس حزب الإخاء الوطني، الذي لعب دوراً خطيراً في سياسة البلاد. وفي عام 1932، عين رئيساً للديوان الملكي، وسكرتيراً خاصاَّ للملك فيصل الأول، وفي عام 1933 شكل وزارته الأولى، وهي الوزارة، التي نشبت في عهدها ثورة الآشوريين، فتصرف في إخمادها تصرفاً حازماً، وكلف الفريق بكر صدقي بالقضاء عليها، ففعل. وبعد وفاة الملك فيصل، عام 1933، وإبان عهد الملك غازي، شكل الوزارة الثانية، وفي عام 1940 شكل وزارته الائتلافية الثالثة، التي اصطدمت مع الإنجليز؛ لرفضها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا، وكان الإنجليز يكرهونه كراهية شديدة، وطلبوا رسمياً عدة مرات إقالته من منصبه. وتولى الرئاسة لآخر مرة، عقب انقلاب أبريل 1941، إذ وقف ضد الإنجليز وقفته المشهورة، والتي تسببت في إصرار بريطانيا على احتلال العراق بالقوة المسلحة، والقضاء على رشيد عالي الكيلاني ورفاقه، وبالفعل هاجمت بريطانيا العراق بقواتها المسلحة، وحاول الجيش العراقي الصمود، ولكن تفوق الجيش البريطاني جعله يكسب المعركة، ويدخل بغداد في 30 مايو 1941، ففر رشيد عالي الكيلاني، ومعه أربعون من رفاقه إلى الحدود، وعبروها إلى إيران. وعقدت الحكومة الجديدة في العراق المحكمة العسكرية لمحاكمة رشيد عالي الكيلاني ورفاقه، والتي انتهت بالحكم عليه بالإعدام غيابياًّ. وكان قد هرب إلى إيران فتركيا فألمانيا، وظل ببرلين إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبهزيمة ألمانيا التجأ إلى المملكة العربية السعودية، إذ التجأ إلى جوار الملك عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ فأجاره وحماه، على الرغم من الاحتجاجات المتوالية التي انهالت على بلاطه، من بغداد وغيرها. ثم التجأ إلى مصر عام 1954، وبعد القضاء على الحكم الملكي في ثورة عام 1958، عاد إلى العراق، وحُكم عليه بالإعدام للمرة الثانية، ثم خفف الحكم إلى الحكم بالسجن ثلاثة أعوام، وأُفرج عنه بعدها في 14 يوليه 1961. فغادر العراق إلى بيروت فالقاهرة، ثم عاد إلى العراق، وبارحها بعد ذلك إلى بيروت، حيث وافته المنية في 28 أغسطس 1965، ونقل جثمانه بطائرة عراقية خاصة إلى بغداد، حيث دفن هناك.
منقول .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
vad] uhgd hg;dghkd >> lrhjg lk hgwpvhx > 1892-1965 lrhfg va]n