لقد كان اليونانيون والرومانيون إلى عهد متأخر، وبقية الشعوب التي كانت تكتب على ورق البردي أو الجلد العادي يعتبرون أن اللفافة هي الشكل الطبيعي الذي يناسب الكتاب اكثر. وقد تستغرب اليوم لموقف من هذا النوع لأن اللفافة لا يمكن أن تكون مناسبة كشكل للكتاب اكثر من الكراس، سواء فيما يتعلق بالكتابة والقراءة أو فيما يتعلق بالاستفادة من الرفوف.
يذهب بعض الباحثين إلى أن الكراس كشكل جديد للكتاب برز لدى الحيثيين منذ الألف الثانية ق.م، إلا أن هذا ليس مؤكدا. ويميل البعض بحق إلى أن فكرة الكراس كشكل جديد للكتاب جاءت من تقليد الكتابة على عدة ألواح خشبية أو معدنية قابلة للطي والربط. وقد كان الكراس يتألف من طوى قطعة رق على شكل مربع في منتصفها ثم كانت تربط عدة صفحات من هذا النوع إلى أن يتكامل الكراس. وكان الكراس عادة يحمى بغطاء من الرق أو الجلد السميك، أو من الخشب والمعدن، أو من أي مادة قوية أخرى.
هناك أيضاً ميزة مهمة للكراس بالمقارنة مع اللفافة، ألا وهي إمكانية تزيين النص برسوم بشكل اسهل. فعلى ورق البردي كانت الرسوم ممكنة بالألوان المائية فقط لأنها كانت تبقى ثابتة في حالة لف ورق البردي، إلا أن شكل وحجم اللفافة لم تكن تمنح الفنان، أو الرسام، تلك الإمكانية التي يوفرها له الكراس. فعلى الصفحات الواسعة والمتينة للرق كان بوسع الفنان أو الرسام أن يستخدم تقنيات مختلفة ومواد مختلفة (كاستخدام شرائح الذهب على سبيل المثال).
بالإضافة إلى هذا فقد كان الفنان أو الرسام يجد في الصفحة المربعة حرية أكبر لكي يخطط وينفذ ما يرى برسمه، بحيث يمكن أن يبدو الارتباط اكثر بين موضوع الرسم وبين النص في الصفحة ذاتها أو على الصفحة المقابلة. وقد أدت كل هذه المزايا إلى ازدياد الاعتماد على الشكل الجديد للكتاب (الكراس) وعلى الرق كمادة للكتابة. وعلى الرغم من الانتصار الذي حققه الكراس على اللفافة إلا أن المثقفين ظلوا ينظرون بتقدير إلى لفافة البردي، ولذلك بقيت تستخدم إلى القرن السادس الميلادي.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
j',v hglo','hj hgrf'dm
الإهداءات
12-09-2012
تطور المخطوطات القبطية 
المواضيع المتشابهه 
العرض العادي
