أطلال عصور ما قبل الإسلام وتاريخ الحضارات . منتدى يهتم بالتاريخ من بدء الخليقة ، وتاريخ الأنبياء والرسل حتى العصر الجاهلي . قبيل ظهور الإسلام . |
الإهداءات |
#1
| ||||||||
| ||||||||
نظام الولاء في العصر الجاهلي . الولاء ونظامه في القبيلة الجاهلية وقد صنف الباحثون طبقات القبيلة الجاهلية في ثلاث طبقات هي: 1-طبقة الصرحاء من أبناء القبيلة. 2-العبيد من العرب والعجم والموالي وهم العبيد الذين أعتقوا. 3-العرب الأحرار المتحالفون مع القبيلة أو المستجيرون بها طلباً للنصرة والحماية. والصريح من أبناء القبيلة أرفع مكانة وأوسع حقوقاً من الدخيل، والصرحاء هم الطبقة العليا في القبيلة تربط بينهم وشائج الدم، وقد ينسى انتماء أبناء الطبقات الدنيا إلى القبيلة مع الزمن فيدمجون بأبناء القبيلة الصرحاء ويعدون بالتالي صرحاء مثلهم. وللولاء في معجمات اللغة معان متعددة تدور كلها حول خمسة معان أساسية هي: السيادة والقرابة أو العصبة والنصرة أو التأييد والصحبة أو المعاشرة والمحبة، والاسترقاق، ويمكن رد هذه المعاني إلى أصل واحد هو النصرة، والمولى في اللغة من الأضداد فهي تدل على السيد المالك والعبد المملوك فالعصبية القبلية السائدة بين أبناء القبيلة الصرحاء هي عصبية طبيعية استلزمها الشعور المشترك بالانتماء إلى جد واحد، والعصبية القبلية السائدة بين فئات الطبقة الثانية (العبيد والموالي) عصبية مكتسبة بصورة مؤقتة تدوم ما دامت صلة الولاء قائمة، ويرتبط نظام الولاء بالغزو بصلة قوية فقد بنيت على هذا الغزو أعراف قبلية أربعة هي: "الحلف" و "الجوار" و "الرِّق" و "العتق": وهي الأعراف التي قام عليها نظام الولاء في الجاهلية: أ-ولاء الحلف: كانت الحياة المتقلبة للقبائل بين الضعف والقوة بتأثير الولادات والهجرة والاختلاط.. تدفع القبائل الصغيرة إلى عقد محالفات مع قبائل أقوى دفعاً لأذاها أو استعانة بها لدفع أذى القبائل الأخرى بهدف الحماية والاستقواء، وقد يكون الحلف بين قبيلتين أو أكثر، وقد يتساوى أطراف الحلف قوة أو ضعفاً، وقد تتحالف بطون القبيلة ضد عدد من بطونها الأخرى، والقبيلة التي تتقوى بالحلف بقبيلة أخرى أو تعدلها قوة يطلق على أفرادها اسم الموالي بمعنى الأنصار وعندما يكون الفارق واضحاً بين المتحالفين من حيث الضعف والقوة، فإن الموالي هم أبناء القبيلة الضعيفة بمعنى التابعين، وفي مثل هذه الحالة قد تفرض القبيلة القوية أتاوة على مواليها لحمايتهم وهذا اللون من الحلف أشيع من الجاهلية من سواه وكان يتم بين القبائل العربية على الأغلب. ب-ولاء الجوار: يطلق لفظ الجار على معان عدة منها ما يتعلق بالحصول على الحماية والمحافظة على النفس والأهل والمال، والجوار في الأصل هو المجاورة في المقام، وعند ذلك يعني ولاء الجوار المناصرة والمحالفة للجار، والإشارة من أن يظلمه أحد أو يقع عليه عدوان، ويكون بين فرد وفرد آخر من قبيلة أخرى، أو بين فرد وجماعة، أو من جماعة وجماعة أخرى، وتكون الرابطة آنذاك رابطة ولاء جوار،، لأن من معاني كلمة "مولى" الجار، ويكون المستجير دائماً أضعف من المجير، وفي هذه الحال يتشرب الولاء معنى التبعية، فولاء الجوار يغلب عليه أن يقوم عادة بين طرفين غير متكافئين قوة، وكان من العار على الجار أن يسلم مجيره أو يتخلى عن نصرته عند الشدة، ولم يكن من حق الحليف والجار والمرأة والعبد أن يجيروا أحداً من الناس، لضعفهم عن القيام بالإجارة، وما من شك في أن ولاء الجوار لون من الانفتاح على القبائل الأخرى، وكثيراً ما كان يؤدي إلى الاختلاط وقد يؤدي إلى تناسي الانتماء القبلي أو يحل محله، ويبدو أن هذا اللون من الولاء كان سبيلاً إلى الاندماج أكثر من ولاء الحلف، والفارق بينهما أن ولاء الحلف يقوم على فكرة الدفاع وحدها، وقد ينتهي ولاء الجوار كولاء الحلف بالتخالع، حين يستغني أحد الطرفين عن الجوار، أو يقع ما يمنع استمرار الولاء، وبهذا التخالع تفسخ رابطة ولاء الجوار ولا يخفى أن هذا الولاء كان يتم بين العرب على الأغلب. جـ-ولاء الرق: كانت مصادر الرق كثيرة منها الغزو والتجارة، فالغزو تُسبى النساء والأولاد فيتخذون للتسري أو الزواج أو الخدمة إذا لم يفتدوا، أو يباعون في الأسواق حتى يضيع أثرهم في التنقل، وكان السبي والأسر مصدر رزق وفير للغزاة في البيع أو الفداء، وقد يقتل الأسرى إذا عجز أهلهم عن افتدائهم أو عزّ إطعامهم، أما النساء فالغالب أنهن يُصْحِنَ سريات أو زوجات. وكان الفداء يتم عن طريق وسيط محايد، وربما جرى في الأشهر الحرم في الأسواق المعروفة كسوق عكاظ وذي المجاز، وكانت الفدية تعدل دية الرجل عامة إلا إذا نظر إلى مكانة الأخير في قومه، وكانت تربية الصغير في القبيلة الغازية تغرس في نفسه مواطن الولاء لها، وهو غالباً لا يعرف أهله أو قبيلته الأصلية، وكانت بعض السبيات يفضلن الرجوع إلى قبائلهن الأصلية كما جرى لزوج عروة بن الورد السبية. وكانت حاجة العربي تدفعه إلى بيع ما يملك من عبيد، وكانت تجارة الرقيق معروفة في أسواق العرب، ومن مصادرها الحروب أو التجارة، فالحروب بين فارس والروم كانت تزود أسواق العرب بالرقيق الذي مصدره الأسرى من الطرفين فيصدرون إلى المناطق الأخرى ومنها جزيرة العرب، وأما الرقيق الأسود فكان يتسرب إلى الجزيرة العربية من مصر واليمن، وقد ساعد غزو الأحباش للجزيرة على وقوع أسرى من الأحباش بأيدي العرب وتم تحويلهم إلى رقيق يختلط بالسكان العرب في النهاية ويؤثر في ملامح الطرفين، وكان الرقيق الحبشي يسخَّر للأعمال التي يترفع العرب عن ممارستها كالرعي والحلب، ويتسرى العرب بالحبشيات أو يتزوجون بهن، وقد عرفت الجاهلية نفراً من الأشراف ممن أنجبتهم أمهات حبشيات ومنهم عمرو بن العاص وصفوان بن أمية وهشام بن عقبة وعمير بن جدعان. وكان أبناء العرب من الإماء يدعون الهجناء. وكان ولاء الرق هو الرابطة التي تشد العبد إلى سيده، فولاء الرق يتخذ معنى المناصرة، وقد عرفت مكة بكثرة الرقيق فيها، وقد استفاد الرسول الكريم من هؤلاء العبيد لإضعاف مقاومة أهل الطائف حين حاصروا المسلمين بعد وقعة حنين فأطلق نداءه الشهير: "أيما عبد نزل فهو حر وولاؤه لله ورسوله" فلبت جماعات كثيرة منهم دعوته ونالت حريتها. وكانت نسبة الرقيق العربي إلى الرقيق من غير العرب ضئيلة جداً، بسبب غيرة العربي على أهله أو خوف الغزاة من عواقب السبي، وقد أسهم الرقيق الأجنبي في تطعيم العنصر العربي بملامح دخيلة من خلال التسري والزواج، وإدخال فنون من الغناء واللهو والعادات. ودخول جملة من الألفاظ الأعجمية من أصول متعددة. وكان الرقيق الأجنبي يخضع لقدره، ويعيش في مجتمع غريب عنه، لكنه ينتمي إلى دينه ومعتقده الشائع بين الناس في تلك الفترة. د-ولاء العتق: وهو رابطة تشد العبد بعد عتقه إلى مالكه الذي مَنّ عليه بهذا العتق، وهو لون من ألوان العرفان بالفضل للمالك الذي وهب العبد حريته، ولكن هذه الحرية كانت مقيدة مشروطة، فالعبد العتيق يظل يدين لسيده ويتمتع بدرجة وسطى بين العبودية والحرية، وهذه الطبقة تعد أرفع من طبقة الموالي بالحلف أو الجوار في نظر القبيلة التي يدينون لها بولاء العتق، لأنهم لا يحق لهم هجر القبيلة أو التخلي عنها إلا إذا أعتق سائبة، وفي غير هذه الحالة فإن من حق السيد أن يرث عتيقه إذا لم يكن له وارث من أهله. وعلى العتيق أن يحافظ على أمن القبيلة ومكانتها ويدافع عنها كأحد أبنائها. وقد عرف العرب في الجاهلية عتق الرقيق على نطاق ضيق، وغالباً ما كان يتم العتق مكافأة للعبد على خدمة جليلة، أما عتق العبد سائبة فقد عرفه الجاهليون أيضاً وهو عتق العبد دون أن يكون ولاؤه لمعتقه أو لسواه من الناس، فيصبح وحيداً لا عصبية له، مما يعرضه للبؤس والخطر ولا ينقذه إلا إقامة ولاء جوار على أساس فردي، وغالباً ما يتعهد السيد بحماية العتيق على أن يرثه بعد موته، غير أن الجاهليين كانوا لا يرثون العبد العتيق سائبة، ويتحرجون من ذلك. ومن أنواع العتق التي عرفت بالجاهلية عتق التدبير وهو أن يعتق السيد العبد بعد موت السيد، فيتم العتق بعد وفاة السيد ويكون ولاؤه لورثته، ويسمى العبد في هذه الحالة مدبراً، وأما عتق المكاتبة فهو عتق يتم مقابل مال يدفعه العبد على دفعات محددة، إلى أجل معلوم فإذا استوفاه المالك تم العتق ونال العبد حريته. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال عصور ما قبل الإسلام وتاريخ الحضارات . k/hl hg,ghx td hguwv hg[higd > k/hl K hg,ghx K hguwv K hg[higd |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
نظام ، الولاء ، العصر ، الجاهلي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
النظام القبلي في العصر الجاهلي . | رجل وادي القمر | أطلال عصور ما قبل الإسلام وتاريخ الحضارات . | 0 | 01-03-2013 02:23 PM |
الوحدة السياسية في العصر الجاهلي . | رجل وادي القمر | أطلال عصور ما قبل الإسلام وتاريخ الحضارات . | 0 | 01-03-2013 01:40 PM |
مرض العصر القلق والتوتر .. | نيروز | ومضات في تطوير الذات . علم النفس . علم الاجتماع . | 0 | 01-21-2012 08:07 PM |
العقوبات العشر | المؤيد | أطلال اللغة والأدب العربي . | 5 | 12-24-2011 06:22 PM |
الحكم والامثال العصر الجاهلي | السفاح | أطلال اللغة والأدب العربي . | 9 | 01-30-2011 02:03 AM |
Add Ur Link | |||
منتديات همس الأطلال | دليل مواقع شبكة ومنتديات همس الأطلال | مركز تحميل همس الأطلال . | إسلاميات |
ألعاب همس الأطلال | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . |