خيال واسع ( حكواتي . )

خيال , حكواتي , واسع

خيال واسع ( حكواتي . )

كان يا ماكان في سالف العصر والآوان.. وحليب الفستق بالرمان.. في قديم الزمان..

كان هناك صبياً طويل فارع القامة يدعى هشام.. وهو صبي غريب الأطوار..

كأنه قادم من كوكب آخر.. حيث انه مرة تم عقابه بعد الصلاة في المدرسة.. بالضرب على يديه

وأخذ يرقص رقصاً شرقياً مما حدا بوكيل المدرسة الى جلده على قدميه - فلكة -

وكان هشام مصدر ازعاج لجميع المدرسين والطلاب المجتهدين..

وفي وقت الفسحة يجلس هشام مع شلته في احدى الأركان ليلتهمون سندوتشات من الفلافل

تم أطلاق لقب - الصبة - عليها.. والمشروبات الغازية .. وكانت الشلة مصدر حسد جميع الطلاب

الذين كانوا لا يستطيعون تهريب الأكل من الخارج.. والإفطار مرغمين من شركة كاكو

السياحية جداً والتي تفوقت على هرفي من ناحية الفشل الذريع.

وكانت الشلة مكونة من :

1 - عبدالعزيز ( انا ) وهو شخص طويل سمين يتميز بثوبه الشتوي البني القصير..

والسروال الطويل الذي يتجاوز الكعبين ليمسح غبار الأرض كتقليعة مدمرة في ذلك الوقت..

وطاقية اصفرّت من كثر الإستخدام.. ودائماً يحمل معه اصدار من مؤلفات نبيل فاروق.


2 - محمد ( ابو ردعة ) .. كان ابو ردعة شخص يتميز بالحيوية والنشاط والوجه البشوش

وقصر القامة ايضاً.. والقوة الهائلة التي تختبيء خلف هذا الكيان الصغير.. وكان ابو ردعة



شديد التأثر بأي شيء يؤثر فيه.. - اغاني، افلام، سيارات - الى آخره.


3 - ياسر ( الرجل الآلي او ترمنيتر ) يتميز ياسر بشخصيته الهادئة وضحكته الدبلوماسية

ومشيته الآلية التي تسببت في اطلاق هذا اللقب عليه وهو اقصر شخص في الشلة.





4 - فلاح.. ( اشتراااا) صاحب القلب الأبيض.. والضحكة المزعجة.. كان فلاح

بخيلاً لدرجة لا يمكن تصورها.. وايضاً يحب المفاخرة بالأشياء الجديدة التي يقتنيها

مثل ( اشتراا سوبنتندو ) وتعني باللغة العربية.. لقد ابتعت سوبر نينتندو.. وكذلك

كون والده لواءاً في الحرس الوطني.. وهو اسمراني اللون شحمون البشرة.


5 - نواف ( صاحب الكرة الحديدية ) وهو جار ابو ردعة وصديق الطفولة..

يتميز هذا الشخص بمقالبه الساخنة.. واعجابه باللاعب الايطالي روبرتو با ( ق ) يو

ويتميز بضحكته الظريفة المضحكة.


6 - بدر الزمان.. كان جاري في تلك المرحلة.. وهو شاب لطيف وسيم

يتميز بالروح البدوية الأصيلة.. يعني رجال بمعنى الكلمة. <<< عشانه عزمني على سليق


7 - هشام ( الناقة ) تم ذكره مسبقاً.. وسبب لقب الناقة انه كان يمزح مزحاً ثقيلاً جداً.


والآن وبعد تعرفنا على اغلب الشخصيات.. لنبدأ في السرد.


في ظهيرة يوم اربعاء.. خرج هشام من المتوسطة وبحوزته المبلغ.. خمسة وسبعون ريالاً فقط.

وقلبه ينتفض ويرتعش.. أخيراً.. أخيراً.. سوف أحصل عليك..!

دخل هشام الى محل الحياة والطبيعة - على طريق الملك عبدالعزيز عند البنك الهولندي -

وقابل البائع وهو شخص اردني وطلب منه ان يرشده الى القسم الخاص بالزواحف..

وأشار البائع والإبتسامة اللطيفة تعلو محياه.. قائلاً " هناك " فركض هشام وتربص بالزجاج

الساتر بلهفة.. وقال : بكم هذا ؟

اجابه البائع : بسبعين ريال..

فتأمل هشام ذلك المخلوق الزاحف.. الذي يطلقون عليه " الضب " .

وقال اعطني اياه.. فأشترى هشام.. حيوانه الأليف الأول في حياته..

ضب أخضر..

عندما وصل هشام الى بيته.. انطلق في الحوش فرحاً .. وفتح القفص مطلقاً حيوانه وصديقه الجديد

فأنطلق الضب مهرولاً الى أقرب حفرة.. او فتحة.. وكانت تلك.. ماسورة تصريف المياه


التي تنحدر من سطح المنزل الى الحوش.. فدخل الضب اليها.. ولسان حاله يقول

: ليتني لم ادخل.. حيث " نشب " رأس الضب في الماسورة.. ولم يتبق سوى ذيله في الخارج..

هرع هشام محاولاً مساعدة الضب.. فأمسك بذيله وجذبه بقوة.. ولا نعلم الى هذا اليوم..

هل الضب مات مختنقا من شدة الجذب.. ام ان رأسه قطع..

ولكن مانعلمه هو.. ان هشام لم يعجبه اداء ذلك الضب اطلاقاً.. فقرر ان يسترجع ماله

وخطرت على باله فكرة عظيمة.. لماذا لا أستنجد بالشلة.. لعل وعسى ربما يرفضون

اعطائي المبلغ بحجة ان الضب كان سليماً عندما تم بيعه..

انتشر الخبر عبر خطوط الهاتف الثابت.. وأستعد الجميع للذهاب.. الى ان وصل أمر العملية


الى الحلفاء وهم :

1 - اسعد .. فتى أردني شديد البأس شجاع قوي الخ.. يتميز بمشية غريبة.. حيث يبدو

وكأنه يقطف المحصول في مزرعة للذرة.

2 - عميش.. ( الفك المفترس ) وهو قريب لنواف.. يصك مشوار من حي المطار

وهو مجمع للأجانب خارج الرياض على ما اعتقد..وهو قنبلة موقوتة بمجرد ان الشخص الآخر

تلتقي عيناه معه.. يعتبر هذا سبباً كافياً للنزاع.

3 - جهاد فتى سعودي.. يدعي معرفة استخدام النينشاكو.. والتي يحضرها معه في اي مكان.

بدأت عملية غزوة الضبان وذلك بعد التجمع في نقطة في منتصف الحارة..

بعد صلاة العصر مباشرة.. وبدأت المسيرة.. مسيرة الفتيان الغاضبين..

مسيرة أسترجاع الحق.. والأموال المغتصبة..

مشى هشام وعبدالعزيز وابو ردعة.. في مقدمة المسيرة.. وكان الحلفاء متجهين

من ناحية أخرى.. وانضم الى مسيرتنا.. فلاح.. ولم تفلح محاولاتنا في اخراج ياسر

بدون ضغط زر الجرس.. والذي يؤدي الى ان ترد والدة ياسر وتحاصرك بأسئلة لا نهاية لها




لدرجة اننا اصبحنا نتفادى المرور من امام منزله خوفاً من اصطيادنا من قبل الجرس المزود

بتقنية الكاميرا.. - او كما كان يزعم ياسر - .




وفي منتصف الطريق.. شعر عبدالعزيز بألم في بطنه.. وطالب الجميع بأن ينسحب..

ولم يعترضوا على ذلك.. ولكن الجميع أيقن بأن عبدالعزيز يبحث عن حجة للتهرب من

المواجهة المرتقبة.. فأبدى الجميع امتعاضهم من هذا التصرف الأخرق..

وعندما تخلص عبدالعزيز من مشكلته.. انطلق محاولاً اللحاق بالركب.. ولكن

صادف مرور عم عبدالعزيز في ذلك اليوم.. وأخبره عن كل شيء.. ولم يعر

عم عبدالعزيز أمر - المضاربة - المزعومة اي اهتمام.. ولكنه أوصله الى الحياة والطبيعة

وكان عبدالعزيز يخشى ان المشكلة تم حسمها.. وانه اصبح رسمياً دجاجة الموسم..


ولكنه فوجيء بأن جزء من الشلة يتجولون في المحل.. وابو ردعة يلاحق تلك الفتاة




المتحررة التي جاءت لتشتري ذلك القط الرمادي..وهشام يطالب الهندي المشرف

في هذه الفترة من اليوم على العمل.. بالمال.. ولكن الهندي يطلب منه الصبر حتى المغرب..

وهشام يصر ويكابر.. " جيب فلوس ولا كلم شرطة " ..!

بعد مرور عشرين دقيقة.. قبل الأذان بنصف ساعة.. اكتمل العقد..

وتجهزت الشلة على وضعية الهجوم.. والحلفاء كانوا متواجدين ايضاً..

ولكن نواف لم يكن هناك.. وكذلك كان ياسر..

وشعر الهندي بالخطر القريب.. فأمر ثلاثة عشر رفيقاً بالإستعداد للمعركة..

تكتلت الشلة وحلفائها الثلاثة امام المحل.. وتم سد البوابة بشكل تام..

وتميز الحلفاء عن الشلة بأرتداء الجينز وكان على غير العادة.. عميش ( الفك المفترس )

الأكثر أناقة.. بشكل غريب.. وتقدم هشام الشلة.. وكان فلاح متواجداً في الجناح الأيمن..

وانا واسعد في المؤخرة.. وابو ردعة في الجناح الأيسر.. وفي المنتصف.. جهاد وعميش..

وكان بدر الزمان على يميني.. ونواف ( صاحب الكرة الحديدية ) على يساري..

وفي الجهة الهندية المقابلة.. ترأس هذه الجبهة.. هندي عملاق ممسكاً بعصا من الخيزران السميك

وبدأت المعركة.. حيث دفع هذا الهندي بهشام الى الخلف.. ولولا الله ثم تماسك الخطوط الخلفية

بقيادة اسعد وعبدالعزيز.. لسقطت الشلة وحلفائها من أول دفعة..

واختلط الحابل بالنابل ..!

ولم تمض خمس ثواني.. على بدء المعركة.. الا وشم الجميع رائحة الغبار الذي تسببت به

اقدام فلاح الهاربة الذي ربما لم يستوعب جدية الأمر الا في وقت متأخر.. وبذلك أصبحنا

13 هندياً مقابل 8 منا.. وبينما كان اسعد يتلق اللكمات من ثلاثة جبهات منهم الهندي العملاق


احتار عبدالعزيز في من يساعد..؟؟ اسعد المحاصر.. ام جهاد الذي رمى بنفسه في ابواب الجحيم

بين خمسة هنود.. فقرر ضرب الهندي العملاق على ظهره بما انه نظيره تقريباً..

وعندما ضرب عبدالعزيز الهندي على ظهره.. سدد احد الهنود المجهولين لكمة خطافية الى

رأس عبدالعزيز الذي التفت بسرعة الى اليمين.. ولم يجد احد..

نظر عبدالعزيز الى الأمام ليجد هندياً يوزع عصي الخيزران السميكة والحجارة لبقية الرفقاء

واذا بذلك الهندي الذي تجاوزت سرعته العشرين ميلاً في الساعة متجهاً الى بدر الزمان وهو

يلوح بيده ممسكاً بحجر كبير.. وكأنه يعشّق لقير عايدي.. ضرب بدر الزمان في كتفه الأيمن

وكانت تلك ضربة مدوية.. حيث تراجع بدر الزمان الى الخلف متألماً.. والتفت عبدالعزيز

على ابو ردعة والذي على مايبدو كان يحاول تقليد حركة للمصارع شون مايكل الذي كان وقتها

المصارع المفضل لأبوردعة.. وبشكل غريب نجحت تلك الحركة في خلخلة صفوف الهنود

ظناً منهم بأن ابو ردعة يجيد احدى رياضات الدفاع عن النفس.. او قتال الشوارع..

وبينما كان عبدالعزيز يترقب الوضع.. تخلص اسعد من غريمه العملاق ولكن رفقائه تكالبوا عليه

وحاول عبدالعزيز مساعدة اسعد لكن اللكمة المجهولة عادت من جديد.. فتظاهر عبدالعزيز

بأن اللكمة كانت مؤثرة.. ممسكاً برأسه قليلاً ليرى من بين أصابعه.. من هذا الذي يسترق اللكمات ؟!

واكل الهندي الطعم.. انه هو الممول نفسه.. صاحب الخيزران والأحجار.. أنقض بكل مايملك من سرعة

ورفع عبدالعزيز يديه من على وجهه.. ظناً منه بأن الممول سيتراجع..ولكن ظن عبدالعزيز كان خاطئاً

فحاول الممول ضرب عبدالعزيز بالخيزرانة السميكة على ظهره.. ولكن ثقة الممول بنفسه ضعفت

في النهاية.. على الرغم من أن عبدالعزيز لم يحرك ساكناً ..

وأحتضن الممول عبدالعزيز وربت بالخيزرانة على كتفه.. وبقي لمدة ثلاثة ثوانِ تقريباً


الى ان انقض عميش بفكه المفترس على الممول.. الذي أصبح في خبر كان..

القى عبدالعزيز نظرة آخرى على الأوضاع.. ووجد ان ثوب هشام قد تمزق من الوسط وانت نازل..

وابو ردعة استخدم تكتيكاً رائعاً حيث استدرج احد الهنود الى البنك الهولندي وقذفه

بعلبة ميرندا حمضيات.. مغطياً بذلك عملية هروبه هو وهشام .. وبذلك أصبح العدد

الهنود 13 + المشرف الأردني الذي تدخل متأخراً.. مقابل 6 منا..

لم تمض دقيقة حتى ذهب اسعد ليركل المشرف الأردني بين فخذيه..

ولم يصمد بدر الزمان تحت الضغط والألم الشديد في كتفه الأيمن.. لينخفض العدد الى 4 ..

عندها ادركنا جميعاً بأن الإنسحاب هو الحل الأمثل.. خصوصاً واننا أصبحنا أضحوكة

للسيارات خلفنا عند الإشارة.. وشخص فلبيني تشقق ضحكاً علينا..

وكان هناك رجل اعمال على مايبدو حاول الفكاك بيننا وبين الهنود ولكنه كان متأخراً

بعد تلقيه للضربة المؤلمة في ال Balls هرع المشرف الأردني الى داخل المحل واتصل في

الشرطة.. وبعدها.. قررنا الإنسحاب.. انا وبدر الزمان اخذنا طريق.. والحلفاء اتخذوا طريق..

ولكن جهاد نسي ان يأخذ سلاحه النينشاكو.. وعميش تمزقت اناقته ارباً اربا..

ولم يتركنا الهندي العملاق في حالنا.. حيث لاحق عبدالعزيز وبدر الزمان..

اللذان فضلا المشي والإنسحاب بشرف اتباعاً لأسلوب الحلفاء..

فقال الهندي العملاق بلغة غير مفهومة " تنتشسينبتسيبخحسيهنلخخلهنس ؟؟ "

فرد عليه عبدالعزيز بنفس حدة الصوت ".. اقول # كل تبن يا$@%$^$%^#$%@#$#@$@#$ "..

وهكذا.. مضى عبدالعزيز.. وبدر.. بثيابهم التي لم تمس بسوء.. والتقيا بالهارب العظيم

فلاح.. عند اللفة.. وثوبه يفتقد الى زرارين.. لا نعلم كيف فقدها.. ربما تعثر اثناء الهرب ؟!

وانتشرت الدوريات.. واقتربت احدى سيارات الشرطة منا.. وكان بدر الزمان ممسكاً بكتفه..

فنبهه عبدالعزيز الى هذا الأمر وانزل يده.. وعندما تفحص الشرطي اشكالنا.. قال لفلاح

" تعال انت.. وفك القلاب اللي مشبكه "


حيث كان فلاح شابكاً القلابات في محاولة بائسة للتمويه.. ولم تنطلي هذه المحاولة

على قائد الدورية.. فطلب منه الركوب.. ليرتكب بهذا أكبر غلطة في حياته المهنية..

حيث انفجر فلاح في عاصفة من البكااء والتوسل وتسحيب الأرجل على الإسفلت..

بينما كان من الممكن ان يقول بأن والدي هو اللواء الفلاني.. لترتعش الأرض من تحت اقدام الشرطي

ولكن فلاح يعلم بأن الأمر فيه مخاطرة.. وبطريقة او بأخرى.. نجح في اقناع الشرطي..

بأن الأزرة أكلها اخيه الصغير. -_____-

ونجحت دورية أخرى في القبض على الحلفاء.. جهاد + اسعد + عميش ( الفك المفترس ) ..

لسبب بسيط.. بأنهم كلهم كانوا يرتدون الجينز ولم يكن احد يطابق مواصفاتهم في هذه المنطقة الا هم

وعندما احضرت الدورية الحلفاء الى المشرف الأردني..

وسألوه : هذولي هم اللي مبلغين عنهم ؟!

قام المشرف في لفتة رائعة.. في مضمونها درس قوي.. حينما اخبر الشرطي بأنه

يتنازل عن حقه ويسامحهم.

ولكن.. وبعد ان انتهى كل شيء.. تصاعدت الأسئلة..

أين اختفى نواف.. صاحب الكرة الحديدية..؟؟

جائت الإجابة في يوم الخميس.. حيث شوهد في أسواق اليورومارشيه.. وفي فمه سيجار

وليس سيجارة.. حيث اتضح للجميع.. بأنه في معمعة النزاع.. تسلل نواف الى الكاشير..

وسرق 120 ريالاً.. عداً نقداً.. واحتفل الجميع ماعدا فلاح الذي تم اقصائه من الشلة

بتهمة الهروب العظيم.. ولكنه عاد وانضم مرة اخرى بعد ان تعهد بأعطاء السبنتنتدو

في كل عطلة نهاية اسبوع كاملة لكل واحد منا..بالترتيب.

والى هذا اليوم.. وبعد ان اخذ كل شخص طريقه.. يتذكر افراد الشلة جميعهم

هذه القصة.. وتنطلق ضحكة طويلة.. تتلوها.. تنهيدة ساخنة.. تمجد هذه الأيام البريئة !

The End

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال الحكاية ( يحكى أن. )

---

odhg ,hsu ( p;,hjd > )