نظام الحكم القبلي في فيفاء

نظام الحكم القبلي في فيفاء

تحصلت على كتاب من تأليف فضيلة الشيخ علي بن قاسم الطارش الفيفي بعنوان ( الحكم القبلي في فيفاء قبل العهد السعودي الزاهر ..وقد شاقني كثيرا ماتم استعراض اليه من نظام قبلي كان سائداً في جبال فيفاء خاصه ... لذاء فقد احببت ان اورد لكم منه ما سوف استطيع ان اورده على شكل حلقات اسبوعيه ان شأالله ..... نسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم ان يديم على فضيلة الشيخ علي بن قاسم الطارش الفيفي الصحه والعافيه وان يجعل ما كتبه والفه في موازين حسناته انه سميع مجيب .. ونرجوا التكرم بمن لدية معارضه عن ايردا هذه الحلقات سواء من اخوان فضيلة الشيخ او ابنائه ان يشيرون الى ذالك وسوف اتوقف عن نقل هذا الكتاب عبر الصحف او غيرها ..


نظام الحكم القبلي في فيفاء

تعتبر فيفاء من البلدان التي لم تكن تتبع دولة ذات كيان مركزي قبل العهد السعودي الزاهر الا في فترت قليلة متقطعه وهي تبعية اسمية بموجب اتفاق او صلح يتم بين رؤساء القبائل التابعه وبين الدول المتبوعه يدفع رؤساء العشائر بموجبها لتلك الدوله نســـبة من الزكوات او العشور التي يجمعونها من قبائلهم وعدداً معلوماً من المحاربين عند اللزوم امام الحكم الفعلي الذي يرجعون اليه في حل مشكلاتهم ويديرون به شؤونهم ويطبقونه على واقعهم المحلي في خوفهم وامنهم وحربهم وسلمهم وفيما شجر بينهم فهو بأيدي شيوخهم ورؤساء عشائرهم بموجب قواعد وانظمة يسيرون عليها سوف نورد مختارات منها ونشرح معانيها في فصل اخر .
وهو نظام قبلي موغل في القدم له قوته ونفاذه ويكفي دليلاً على ذلك ان صاحب السلطه يأمر الشخص ان يحتبس في مكان معين فيبقى فيه بدون حراسه ولا يستطيع مغادرته وقد حبس شيخ شمل فيفاء علي بن يحي بن شريف رجلاً من ال دمة في سوق النفيعه لقاء مخالفة وقعت منه فبقي في حبسه الى ان دخلت المنطقة في حكم الملك عبد العزيز ال سعود فأخلى سبيله .ويكسب الحكم القبلي قوته من التكتل القبلي الذي يقوم كل فرد من افراد العشيره بدور مهم في تثبيته ويتبعون اساليب ذات فعالية قوية في وضعه موضع الاحترام والتنفيذ .


ايغال الحكم القبلي في القدم :


ذكرت كتب التأريخ ان في اليمن نيفاً وثمانين مخلافاً وان لكل مخلاف ملكاً واليمن يطلق على ماكان على يمين الكعبة وليس على اليمن القطر . كما يطلق الشام على ماكان شمال الكعبة وليس على الشام القطر. ولذلك يطلق على ملوك اليمن مسمى التبابعه لان بعضهم يتبع بعضاً قال القرطبي رحمه الله تعالى . عند تفسير قوله تعالى ( اهم خير ام قوم تبع ) ان كلمة تبع لقب للملك منهم كالخليفه للمسلمين وكسرى للفرس وقيصر للروم ويمسى كل واحد منهم تبعاً لانه يتبع صاحبه قال الجوهري التبابعه ملوك اليمن وقال السهيلي تبع اسم لكل من ملك اليمن والشحر وحضرموت .


الالقاب القديمة :


وذكر بعض المؤرخين ان ملوك اليمن ثلاثه فئات فيطلق لفب (ذو) على ملك المخلاف الواحد الذي لايتبعه غيره ويطلق لقب ( قيل ) على ملك المخلاف الذي يتبعه غيره وينصاعون لقوله ويطلق لقب ( تبع) على الملك الاكبر الذي يتبعه عدد من الملوك فيكون لقب تبع مرادفاً للقب شاهنشاه اوملك الملوك .


الالقاب الحديثه :


اما في العصر الحديث فقد تغيرت هذه الالقاب فصار يطلق على رئيس القبيلة لقب شيخ وعلى كل رئيس عشيرة من دونه لقب عريفه والذي اقل منه عين او عاقل او ناطيه . ويطلق على رئيس القبائل التي لها عدة شيوخ لقب شيخ شمل وهو مرادف للقب (ذو) ويعني شيخ مشايخ ويطلقون على رئيس القبائل التي لها شمول تتبعه وتأتمر بأمره وترجع الى قولة لقب (الرد ) وهو مرادف للقب (قيل) والرد هو اعلى سلطه في الحكم القبلي وسوف يأتي مزيد من التفصيل لهذا اللقب في هذا الكتاب ان شاء الله تعالي.


المخلاف


ويعتبر المخلاف كالمديرية او المحافظة او المقاطعة في الاصلاح الحديث والمخاليف منها الكبير ومنها الصغير والمخلاف قد يتجزاء الى مخاليف صغيرة مشهورة كبيش وابي عريش والمشرق وبوصان وساقين وحيدان وصدى وعيرها وقد يكون تابعا لغيره جزئياً اوكلياً والتبعية في الغالب جزئية وهي في الغالب عبارة عن دفع جزء من الزكوات والعشورات التي يجمعها الشيخ من افراد عشيرته للجهة المتبوعة او تعزيزها بالمقاتلين اذا دعت الحاجة لذلك وهذا ما وجدت عليه الحال بالنسبة لفيفاء فيما تلمسته من اخبارهاحتى صار عندي قناعه تامه بأنها لم تكن تابعه لحكومة مركزية ذات كيان تحكمها حكماً فعلياً قبل حكم الملك عبد العزيز بن سعود لها واذا بسطت أي دولة عليها سلطانها في أي فتره من فترات التأريخ فذلك لايعدو التبعية الاسمية ودفع شيء رمزي من الايرادات التي يتم الاتفاق عليها مع رؤساء العشائر.



شواهد الحياة الرقية في فيفاء


توجد شواهد كثيرة على ان فيفاء وغيرها من البلدان المجاوره لها ذات استقرار حضاري موغل في القدم من العهد الجاهلي ولا ادل على ذلك من القرى والحصون القديمة والمدرجات الزراعيه والحياة الراقية فيها والنقوش الحميرية القديمة في وادي ضمد وربما تكشف التنقيبات الاثرية على المزيد من ذلك مستقبلاً .



شط الصبايا

فمن شواهد التاريخ القديم على وجود حضارة لفيفاء ما جاء في تاريخ الخلفاء للسيوطي وغيره في قصة هند بنت عتبة واحتكامهم الى كاهن اليمن ولما حضروا قال لها انهضي غير رسحاء ولازانية وسيولد لك غلام يكون ملكاً للعرب فولدلها معاوية بن ابي سفيان وموقع القصة معروف لحد الان ويشتهر بشط الصبايا واثار القرية باقية في السهل الجنوبي الغربي لفيفاء على ضفة وادي ضمد الجنوبية فيما يسمى بالرقة مما يدل على وجود حياة حضارية قديمة في فيفاء .



وفد عبس

ومنها قدوم وفدها الى النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين سألوه عن الهجرة وقالوا نحن اصحاب ضياع وماشية واذا كان لاايمان لمن لاهجرة له بعناها وهاجرنا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حيث ماكنتم ولايضركم ان تكونوا بجانب ضمد او جازان فلن يلتكم من اعمالكم شيئاً والقصة مذكورة في وفد عبس في طبقات ابن سعد وفيفاء من خولان وعبس بطن من بطون خولان ويبدو ان فيفاء مركز هذه القبيلة قديماَ بدليل تسمية حصن العبسية باسمه وعبس هو عبس بن خولان .



قصة خالد بن سنان العبسي

ولخالد بن سنان العبسي قصة ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية وان ابنته وفدت الى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه اكراماً لها وقال هذه ابنة نبي ضيعة قومة ورجح ابن كثير انه لم يكن نبياً يوحي اليه ولكنه رجل صالح وجاء في قصته انه اخمد نار الحرتين وهما العكوتان الواقعتان شرق صبيا مما يدل على ان بركانيها خمدا قبل البعثه النبوية وهما في ديار عبس وتوجد نقوش اثرية قديمة في الشعب المكتوب في وادي ضمد في الجنوب العربي لفيفاء .



مصطلحات الحكم القبلي

لنظام الحكم القبلي في فيفاء قواعد ومصطلحات متداولة على السنة العامة ويتناقلونها جيلاً بعد جيل ويعتبرونها من المسلمات المعلومه لديهم بالضرورة منها .


1/السلف والعرف :-

يطلقون على الحكم القبلي اسم ( السلف والعرف ) ويقصدون بذلك ما توارثه الخلف عن السلف وتواطأ عليه جيلاً بعد جيل حتى صار معروفاً لدى الجميع وصار الخروج عليه من الشذوذ الممقوت عندهم ومن الاسباب الموجبة للمؤاخذه وايقاع العقوبة القبلية المترتبة على المخالف لها والخارج عليها ولهم وسائل ضبط بحيث لايستطيع احد افراد القبيلة ان يخرج عليه اويشذ عنه فالذي يشذ عن السلف والعرف تنبذه القبيلة وتنفية عن محيطها واذا ابقت عليه لكي يفيء فانها لاتخرج معه في جنازة ولا تعينة في عمارة بيت او زراعة مزرعة ولاتنصره على عدوه ولاتقوم معه في أي شأن من شؤونه ولاتمنع عنه تسلط سفهائها عليه حتى يرعوي ويثوب الى رشده .


2/ شرع وشريعة :-

وقد يطلقون عليه ( شرع وشريعه ) ويعنون بالشرع القواعد والتشريعات الوضعية ويعنون بالشريعة احكام الشريعه الاسلامية المطهرة وكان الشيخ يحي بن شريف قد ادخل على قواعدة بعض الاصلاحات منها منعه للختنة وهي الاخاوة والختان أي ختان التجليد والمناصب وهي الاوثان والعزيمة وهي الملحس وحرب العدة وجعل الشريعه الاسلامية هي المرجع فيما لم يستطع حله رؤساء العشائر صلحاً بأساليبهم المعهودة ويعتبر رحمه الله من الزعماء المصلحين لانه جعل من الحكم القبلي سلطة تنفيذية للاحكام الشرعية.

القواعد

القواعد عبارة عن وثائق تشريعية مكتوبه مؤكدة بالعهود والمواثيق وبضمانات قوية من رؤساء العشائر والضمناء المباشرين يسمون ( صحايب ) ولكل ضمين ضمناء على من تحت رئاستة من العرايف والاعيان يسمون انطاء واحدهم ( نطوه ) وعلى الضمناء ضمناء من رؤساء عشائر اخرى على عدم التهاون في تطبيقها يسمون ( ردما) وكل قاعدة تعالج موضوعا خاصا ويكون مجموعة القواعد نظام حكم متكامل ويحتفظ بهذه القواعد المسؤول عن تطبيقها وهو عادة الشيخ او شيخ الشمل واذا اتسع نفوذه لقب سلطانا وتروي حكايات عن سلاطين ظلمة كانوا يتعسفون في احكامهم ومايفرضونه على الناس من اساليب مقيته .
وبين يدي جملة من هذه القواعد التي تفضل علي باكثرها شيخ شمل فيفاء حسن بن علي يحي الفيفي وبعضها عثر عليها مخباة في بعض الحصون وقد وضعت هذه القواعد في فترات يعود تاريخ بعضها الى اكثر من قرنين ونصف القرن .


توزيع السلطات في الحكم القبلي

تدرج السلطة :-

تدرج السلطة القبلية من (رد) وهو كما اسلفنا لقب لاعلى سلطة قبلية يرادف لقب (قيل ) ويمنح عادة لرئيس قبائل ذات شمول متعدده له عراقة في الحكم القبلي وسمعة حسنة فيرجع اليه في تفسير النصوص الغامضة من القواعد واقرار قرارات المحكمين او تعديلها وينص على الرد عند وضع القاعدة .
ويعتبر ( ال مقيت ) من بني جماعة رد اليهانية قديماً ثم صار اهل عثوان رداً لقبائل فيفاء وبني مالك في بعض الفترات ثم قطع رد عثوان وصارت شمول فيفاء هي الرد لاهل فيفاء .

قطع رد عثوان لاهل فيفاء


وقد اجمع شيوخ فيفاء على قطع رد عثوان واسبح ( ال سنحان ) رد اهل فيفاء عامة ثم انضم اليها بلغازي فدخلوا في تبعة يحي بن شريف بموجب قواعد سوف نتطرق الى بعضها . ثم يلي الرد شيخ الشمل وهو لقب رئيس قبائل متعددة لكل قبيلة شيخ ثم يلي شيخ الشمل ( الشيخ ) وهو لقب لرئيس القبيلة المباشر . ثم يلية العريفة وهو لقب لرئيس البطن او الجذم . ثم يلية ( العاقل ) وهو لقب لكبير الفخذ ثم يلية لقب عين اوناطية وهو لقب لكبير الدار او العائلة والقبائل تقدر رؤساء عشائرها وتجلهم وتعتزبهم وتلتف حولهم وتطيع اوامرهم طاعة عمياء وتنص بعض القواعد على عقوبات مغلظة وعيوب مضاعفة على من يعتدي على زعيم العشيرة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال قبائل فيفاء العام ( تمنع مواضيع الوفيات والتعازي

---

k/hl hgp;l hgrfgd td tdthx

تنوع السلطات القبلية

وتتوزع السلطات في الحكم القبلي الى تشريعية وقضائية وتنفيذية كما هو الحال في الدولة النظامية الا انها بصفة مصغرة

السلطة التشريعية

ذكرنا ان القواعد عبارة عن وثيقة مكتوبة يتفق عليها كل افراد القبيلة وتكون مؤكدة بالضمانات وكل قاعدة تعالج موضوعاً خاصاً ويتم وضعها بعد انعقاد عدة اجتماعات ومناقشات ومشاورات ثم يحتفظ بها رئيس القبيلة المسؤول عن تطبيقها وهذه القواعد هي الاصل التي يستند عليها الحكم القبلي ولا بد ان تشتمل القاعدة على تفصيلات دقيقة مثل عدد المحكمين ومتى يكون الحكم نهائياً .

النص على عدد الايمان

كما تشتمل القواعد على عدد الايمان وكيفية استيفائها وذلك على حسب اهمية القضية فهناك اليمينان او الخمسة الايمان او العشرة او العشرين او الخمسين يميناً كل قضية بحسبها وعمل الحورة وهي الدائرة التي يتواجد داخلها الحالف عند اداء اليمين وهي ترمز الى احاطة الاثم بالحالف اذا فجر في يمينة .


تحديد الغرامات بالحروف

وتحدد الغرامات الجزائية بعدد الحروف والحرف عبارة عن نقطة ولايضاح ذلك نضرب المثال التالي :-
يترتب على من افسد مزرعة عدة نقاط في كل من الهزمة وهي التهديد بالافساد والجزمة وهي العزم على الفعل والدخلة وهي انتهاك حرمة المالك والخرجة منه بعد افسادة وفي الغصن الراسي نقطتان وفي الغصن الافقي نقطة فتجمع عليه النقاط ويلزم بها وتكون النقاط ثابت هالا ان قيمة النقطة تختلف من وقت لاخر .

تحديد المهلة للسوق والنثاق .

وتحدد في القاعدة المدة الزمنية للنثاق ومتى يحق لصاحب الطلب لومه وتحدد الحقوق الانسانية الواجب احترامها عند نشوب الحرب وان الضمين ثقة ضمانته والقول قولة بدون يمين وتحدد روابط السوق والنثاق وبالجملة فان السلطة التشريعية مستمدة مما اقره العشيرة في القاعدة من القاعدة الى القمة واكدوة بضماناتهم وتكتلهم لوضعه موضع التنفيذ.

السلطة القضائية

كما انه ينص على عدد المحكمين في القاعدة كما اسلفنا في بعض القضايا فينص في بعضها على قول الشيخ وفي بعضها على قول اثنين او اكثر ويتم اختيار المحكمين من قبل المتخاصمين وكل طرف يقدم مداً أي رهنا او ضمينا في انفاذ ماقرره المحكمون اذا كان نهائياً او بعد اقراره من الرد ومتى اكتسب القطعية لزم الضمين انفاذه وصحايب القاعدة والنطو والردم قوة له وكلما لحق الضمين من غرامات كانت زيادة على المحكوم عليه حتى الرصاصه التي يرمية بها حال ثمردة تحسب عليه وكذلك الضيافات التي تقابل بها الوجهة او المجيش اثناء المطالبة بالحق بموجب ضوابط تذكر في القاعدة .

1/ الداعي .

وهو الذي يمثل دور المدعي العام فيدعى على المخالف ويؤلب عليه الصحايب ويطالبهم بالسوق والنثاق حتى يرضخونه للتحكيم وله نصيب من الغرامات التي تترتب على ذلك المخالف كما سيأتي الاشارة الى ذلك في القواعد.

2/ العزيمة او البشعة .

وتسمى الملحس وهي من الوسائل التي يعتمد عليها المحكمون في ادانة المتهم او تبرئته حيث يقوم الكاهن بالايقاد على قطعة من الحديد ويأمر المتهم بلقطها ولحسها فاذا اقدم على ذلك دون ان تحرقة فهو بريء وان احرقته فهو غنث أي غير بريء والعزيمة نوع من الكهانة ومن رواسب الجاهلية الاولى التي ابطلها الاسلام ومن الحكم بغير ما انزل الله ويحرم اللجء اليها في التحكيم وقد كان للشيخ يحي بن شريف الفضل في قطعها ونعها واستبعادها من قواعد فيفاء.

الايمان وتسمى المكاميل .
ويعتمد المحكمون على الايمان ويختلف عدد المحلفين باختلاف القضايا كما اسلفنا ويشكلون دائرة تسمى حورة يؤدي المحلف اليمين بداخلها .
وترمز الحورة الى احاطة الاثم بالمتهم وقلما يحلف احدهم فاجرا وكان بجوار سوق النفيعة مكان يسمى ريد المكاميل مخصصاً لاستيفاء الايمان .

السلطة التنفيذية .

وعندما يترتب حق لشخص على اخر طالبة فان قام بتاديته فذاك والا فان صحايب القاعدة ملزمون بتكليفه به ولهم في ذلك عدة اساليب وطرق في الضغط عليه منها الوجهه ومنها مطالبة اللزم بالسوق والنثاق ومنها التطريق والتفريق عليه للخصم يتبعه وكلما ماطل بالحق الذي عليه كلما زادت عليه الضغوط وتراكمت عليه الغرامات المترتبة عليه حتى ترتفع احيانا الى اضعاف ما هي عليه في الاصل وتعتمد السلطة التنفيذية على الوسائل التاليه .

1/ السوق والنثاق .

وهو ان يقوم صحايب القاعدة بالدور الذي عليهم واول خطوه يخطونها يطلبون من المتمرد تبييض وجوههم بدفع ماعليه ويخطرونه بالنتائج المترتبة عليه لقاء تمردة ومماطلته ويعطونه مهله ثمانية ايام فاذا تمادى طلبوا من عشيرته التطريق عليه واذا ضنوا به حملوا عنه الطلب او طرقوا وفرقوا عليه أي فتحوا المجال لمحاصرته في منزله حتى يرضخ .

2/ التطريق والتفريق .

وهو ان تتخلى عشيرة المتمرد الاقربين عنه اثناء محاصرته من قبل المسؤولين عن السوق والنثاق فينزلون ضيوفاً على المتجمل من العشيرة او يخيمون في أي مكان ثم ينحرون النحاير ويحسبونها عليه واذا قتلوه صار هدراً ومن وقف الى جانبة شاركه في المؤولية واذا لم يقدروا عليه حملوا عنه الطلب وعتروه واعطوا عشيرته مهلة لاعلان موقفهم وغالبا ماتكون المهلة ثمانية ايام .

3/ التعتير .

يحدث التعتير عندما يرتكب شخص من القبيلة امرا تعاب عليه القبيلة او يعاب به ضمناء القاعدة او بشيء مما تضمنته القاعدة او يحدث عندما يتمرد على التحكيم او عندما يكلف قبيلته بتحمل غرامات عنه ولكي لاتكون القبيلة مسؤولة عن تصرفاتة مرة اخرى او لايلصق بها عار ما ارتكبه مستقبلاً تعلن تعتيرة من السوق أي تنبذه وتتبرا منه وتتخلى عن نصرته وتطرده من بينها وتهدر دمة ومتى فعلت ذلك خرجت من مسؤولية تصرفاته المستقبلية فيصير المعتر طريدا شريدا يهيم على وجهه لايجد من يؤويه او ينصره .

4/ خطر النثاق .

من طولب بالنثاق في حق لزمه بموجب الروابط القبلية التي سمونها اللزم او التزم فيه كالضمانة ونحو ذلك فان عليه ان يمد للمطالب ( بكسر اللام ) بشيء من السلاح او مما يضعه فوق راس هاو أي شيء تقع عليه يده ويكون ذلك رمزاً لتحمله المسؤولية في السوق والنثاق وهو من التقاليد العربية القديمة فقد رهن حاجب بن زرارة قوسه لكسرى ملك الفرس ضمانا على قبيلة بني تميم عن العبث بالامن في العراق خلال دخولهم اليه للامتيار وذكر الاستاذ العقيلي ان الشخص الكريم يضع لمن يتعهد له شيئاً من مقتنياته او قطعة من ثيابه او جزءاً من السير الذي يربط به شعر راسه ضمانا لوفائه ويكون خطرالنثاق او المد على وجهين .

1/ الالتزام بالحق المطالب به بدون تعلل ويمسى الخطر اليابس

الالتزام بالحق المطالب به بعد ثبوته وسوق من عليه الطلب للتحكيم وذلك بعدما يلزمه التحكيم بالحق فاذا قام بذلك فقد ادى ماعليه واذا لم يستطع سوقه دفع الطلب الذي عليه ويسمى هذا الخطر غير اليابس .
وخطر النثاق عباره عن اضمامة من الريحان يقدمها صاحب النثاق مدا لصاحب الحق المطالب به اعلانا لالتزامه بالسوق والنثاق في ذلك الحق ويكفي ان تمد باي شيئا خر.

5/ فتح حد وسد .

اذا كان الخصم المماطل من قبيلة وليس للقبية المطالبة حد معها فان القبيلة المطالبة تطلب من القبيلة الحائله بينها وبينه فتح طريق للوصول الى الخصم لارضاخه للحق فان فتحت القبيلة الحائلة حدها ولم تصرسداً دونه فذاك والا استهدفت واعتبرت مؤيدة للمتمرد واذا حزمت امرها وانذرت المتمرد فلا يستطيع الاستمرار في المماطلة بحيث تبلغ عشيرته انها سوف تفتح عليه حداً وسداً وتطرق وتفرق عليه لاصحاب الحق وتمكنهم من العبور باراضيها للوصول الى الخصم او عشيرته .

اللزم متى يكون لزما .

اللزم هو السبب الموجب للسوق والنثاق ولا يكو اللزم لزماً الا اذا اشتمل على شرائط مخصوصه موجبة له كما سياتي .

معنى اللزم :

اللزم عبارة عن مراسيم مخصوصة وشرائط متعارف عليها للروابط القبلية الملزمة بالسوق والنثاق وهي انواع منها ( السماوية) و( سير القدم ) و( المنيع ) و (مقبور المجنه ) و ( الختن ) و ( الجوار ) و( الحلف ) و( صاحب الجنب ) و( جار العشوة ) و ( الفاضحة ) و( الرهن ) و( الصهر ) و( النسيب ) و ( صاحب السطاء )و( الوزية ) و ( المنقطع ) وهذه معاني كل واحدة منها بالتفصيل :

1/ السماوية :

تنعقد السماوية بمجرد ان يخطر المسمى به بالتسمية به واذا كان حاضراً حين الولادة يدعى لقطع سرة المولود المسمى به من المشيمة واذا كان غائباً بعث له بجزء من حبل السرة ويترتب عليه عاجلاً حفدة أي ذبيحة وكسوة للام والولد وقد يسقطونها عنه ويضمنون له عدم الحاقه بأي كلمة يعاب بها وتكون السماوة بعد ذلك ملزمة للطرفين في السوق والنثاق وتربط بين الاسرتين على المدى البعيد وبدون ذلك لاتكون السماوية لزماً .

2/ سير القدم .

سير القدم هو الرفيق في الطريق ولا يجوز له ان يتخلى عن رفيق سفرة مهما كانت الظروف حتى اخر قطرة من دمة وذا خذلة او تخلى عنه او خلص نفسه دون رفيقة تعرض لاسقاط اعباره بين عشيرته وتحمل العيوب المترتبه عليه بموجب القواعد اقلها عيب سالم اذا ماسلم رفيقة من القتل وهي عبارة عن دية كاملة نصفها لصاحب الحق والنصف الاخر للسويقه .

3/ المتيع .

المتيع هو الشريك في الطعام او الشراب ويكفي ان يشرب عنده فنجانا من القهوة او شخب لبن من دابته ويلزم المتاع الطرفين ضيفا ومضيفا وتختلف المدة الملزمة باختلاف القواعد فبعضها تنص بأن مدة المتاع يوم وليلة وبعضها ثلاثه ايام بلياليها فيلزم كل طرف نصرة الاخر والسوق والنثاق فيما عيب به من قبل احد افراد عشيرة الاخر اثناء فترة المتاع المقرره في القاعده.

4/ مقبور المجنة .

متى دفن ميت في مقبرة عشيرة اخرى صار رابطاً بين العشيرتين كل عشيرة يلزمها السوق والنثاق للعشيرة الاخرى في أي حق يترتب له عند أي فرد من افراد تلك العشيرة كما هو الحال في الروابط الاخرى ومن الحقوق المترتبة على ذلك ايضاً العقر على المقبور عند موته والعقر من المحرمات في الاسلام قال عليه الصلاة والسلام ( لاعقر في الاسلام ).


نبش القبر ونقل الرفات :-

وللتخلص من تبعات مقبور المجنة يلجا بعضهم الى نبش القبر ونقل رفات الميت حتى لاتلزمه القبيلة التي فيها القبر بالسوق والنثاق لها فيعجز ويلصق به العار ويتعرض للوم ويكون نبش القبر بموجب مراضاة وترتيبات خاصه بذلك وبعضهم قد يسرق رفات الميت ويعلن من الاسواق انتهاء لزم مقبور المجنة بين القبيلتين .

5/ الختن :-

الختن عبارة عن عقد اتفاق بين قبيلتين لتوطيد الاواصر بينهما بحيث يكون لكل فخذ ختن من احد افراد القبيلة الاخرى ويترتب على ذلك انه متى صار لهذا الفخذ حق عند أي شخص من القبيلة الاخرى طالب به ختنه فيقوم الختن بالسوق والنثاق لختنه كما اسلفنا .
ونظام الختنة شبيه بنظام الاخاوه في نجد وقد نتج عن الختنة مفاسد حتى اصبح من اراد ان يضر قريبه احدث حدثاً في ختنه من القبيلة الاخرى لكي يحمل قريبة مسؤولية ذلك ويسمى هذا العمل ( التحنيف ) وقد يسبب ذلك الفرقه بين القبيلة الواحدة ولذلك قطع الشيخ يحي بن شريف الختنة بين اهل فيفاء كما اسلفنا تخلصاً من ظاهرة التحنيف .

6/ الجار والمجور:-

الجوار مثل اللجوء السياسي في العرف الدولي فمن نزح عن قبيلته بموجب ضغوط او ظروف معيشية وسكن في مواطن قبيلة اخرى صارت تلك القبيلة مسؤولة عن تأمينه على نفسه وماله وعرضه ومتى تعرض لسوء تحملت القبيلة المجيرة مايترتب على ذلك من نتائج ومعايب حتى تجلو عن نفسها وصمة العار والجوار ملزم للجار والمجور.
ويتباهون ويتنافسون في اكرام الجار والذود عنه وتأمينة ودفع الاذى عنه وللجوار ترتيبات معينة منها موافقة المجير على قبول الجوار واعلانه في عشيرته ليكونوا على علم به .

7/ الحليف :-

الحلف رابطه قوية ويكون تارة بين شخصين فأكثر وتارة يكون بين قبيلتين فأكثر والاحلاف كثيرة وقد تربط بين قبيلتين متباعدتين فتحاربان القبيلة التي هي اقرب نسباً للقبيلة المحلفة والحلف اذا كان مبنيا على اساس العدل والحق فان الاسلام لايمنعة وقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم انه شهد حلف الفضول وقال . لودعيت لمثله في الاسلام لاجبت .

8/ صاحب الجنب :-

وهو رفيق السفر ويلزم كل واحد الدفاع عن الاخر في حال الاعتداء عليه الى اخر لحظه من حياته وفي حال تهاونه في ذلك يلزمه دية وعيب بحسب نوع الاعتداء وبحسب تفريطه وتهاونه .

9/ جار العشوة :-

وهو الذي يسكن بجوار قوم فاذا سكن باذنهم واعلوا به أي اخطروا به جماعتهم ومن حولهم وحذروهم من الاعتداء عليه فحكمة حكم صاحب الجنب .

10/ صاحب السطا:-

وهو المفوض من العشيرة الذي يضمن في الامان اويعلي بالضيف او الجار او صاحب الجنب أي يعلن انه ضيفه او جارة او رفيق سفره فاذا عوره احد ولم يلتزم بما ضمن فيه لزمه عيب كذلك .

11/ الوزية :-

وهو الدخيل الذي يستجير بأخر ويستوزي به بحيث ينخاه ويقول انا جارك او في وزاك او في لبن امك او داخل على الله ثم عليك فاذا قال له حجيت ونجيت لزمه الدفاع عنه واذا عيب به لزمه العيب قال الله تعالى حكاية عما قال شعيب لموسى عليه السلام ( قال لاتخف نجوت من القوم الظالمين ).

12/ الانقطاع او المنقطع :-

من خذلته عشيرته ولم تقف الى جانبه في المطالبة بحقه حق له ان ينقطع الى عشيرة اخرى وينسلخ من عشيرته بموجب ترتيبات متعارف عليها منها ابلاغ عشيرته بذلك واعطاؤهم فرصه لتسوية الخلاف ان كان هناك خلاف او ابداء معارضتهم في انسلاخه عنهم وتغيير موقفهم منه ان شاءوا لان ذلك قد يعد نقطة ضعف فيهم ونقص اعتبار لهم فاذا لم تغير قبيلته موقفها اعلنت القبيلة الاخرى ان ذلك الشخص صار منها واليها حرثاً وورثاً دماً ودسماً جرماً وغرماً ثم تباشر مهامها بما يتطلبه الموقف ويكون كواحد منها في كل لوازم العشيرة غنما وغرماً

13/ الفاضحة :-

واذا لم يجد الشخص المخذول تجاوبا من العشيرة التي يريد ان ينقطع اليها بعث اليها بفاضحة وذلك بأن يحلق راس امرأة من قريباته ويرسلها الى مقبرة تلك العشيرة فتتمرغ فيها وتحثوا على جسدها وملابسها من ترابها وترمي شعرها في المقبره وتصيح وتطلب النصرة لمن بعثها وعندئذ يتحتم على تلك العشيرة نصرته وقبول مطلبه مهما كانت النتائج والا اعتبرذلك ضعفا فيها ووصمة عار لاينجلي عنها واذا خاب امله منها انتقل بطلبه الى عشيرة اخرى.

14/ الرهن :-

ومن وسائل الضغوط التنفيذية ان يقدم كل طرف من المتخاصمين رهناً بامتثال ماترتب عليه من حكم اثناء التحكيم فيرهن ابنه او قريبه عند شخص معين يفرض عليه الاقامه الجبرية عنده حتى تنتهي القضية له او عليه ويتحمل مصاريف الرهينة وليس للرهينة . مشت ولا مبت . من ذلك المكان المعين الا بنفاذ الحكم واذا تعهد ذلك الشخص بالطلب مقابل الرهن لزمه .

/ الصهر:-

والصهر لزم ملزم للطرفين وروابطة قوية فيلزم الصهر السوق لصهره من اقارب زوجته وعلى اقارب الزوجه السوق لصهرهم ايضاً .

16/ النسيب :-

والنسيب لزم ايضا ورابطه قوية فيلزم النسيب السوق لاخواله في الحق الذي لاحدهم عند اقاربه .
فهذه اهم الملازم التي اطلعت عليها في القواعد القبلية وتعتبر ملزمه في معاضدة صاحب الحق لنيل حقوقه .

حقوق محترمه .

هناك حقوق يحترمها العرف القبلي ولا يتدنى احد لانتهاكها الا في ظروف نادره منها عدم الاعتداء على من امنه احد من العشيرة او على متيعه او سيره او جاره او ضيفه ونحوهم ولاعلى أي احد في يوم الصوت اويوم السوق وليلته او يوم التوب هاو في المجيش او العانية او الوجهه ونحو ذلك من اللقاءات العامه ولاعلى البائس كالزرع والماشيه والمرأه والشيخ الهرم والصغير ونحوهم كما سنبين ذلك وهي شبيهه بحقوق الانسان في العرف الدولي وتفصيل معانيها فيما يلي.

المؤمن

من امنه احد من العشيرة واخبر جماعته بتأمينه له او مشى معه لقضاء لازمه او وضع له اشارة تدل على تأمينة يتعارفون عليها او كان متيعاً او ضيفاً او جاراً له لايعتدى عليه احد بحال واذا اعتدى عليه احد تعرض للعقوبات المترتبه عليه وتحمل مسؤولية من امنه ومسؤولية السوق والنثاق له في تلك الحقوق والعيوب المترتبه على من اعتدى عليه .

يوم الصوت :

الصوت هو الصارخ او صوت البوق والصارخ له شخص معلوم يقوم به من مكان معلوم فعندما يدهم القبيلة خطر او يحزبها امر يشب الصارخ عن امر رئيس العشيرة فيتوقف فوراً كل نزاع داخلي ويهبون هبة رجل واحد لاداء الواجب ودفع الخطر عن العشيرة ولايحق لاح دان يخرق امن يوم الصوت والا عرض نفسه للعقوبه الفورية .

يوم السوق :

ومن يوم الصوت يوم السوق وليلته فان من دخل تربة الوطن الذي فيه السوق لايمكن ان يمسه احد بأذى لافي نفس ولا في مال ولا في عرض بأي حال من الاحوال وقد حدثت وقائع في يوم السوق اتخذت نحوها الدور اجراءات صارمة سنتحدث عنها فيما بعد ان شاء الله تعالى:

يوم التوبة :

ومثل ذلك يوم التوبة وهو يوم تجتمع فيه القبيلة في مكان معلوم يسمونه المتاب ينحرون ثوراً ويتصدقون بلحمه على الفقراء والمساكين ويطلبون من الله التوبه والسقيا ودفع الضر عنهم فيكون يوم التوبه يوم امن وامان للجميع .

العانية :

العانيه هي الامر المهم الذي يعني كل افراد العشيرة كحضور هود نسيب او مراسيم سماية عند قبيلة اخرى حيث يخرج نخبة من العشيرة لتكريم النسيب او السمي او أي دعوة مماثلة فكل من خرج في العانية او بقي في العشيرة يكون امنا ولايمكن ان يناله احد باذى ومثل ذلك الوجهه والمجيش وسياتي الحديث عنهما فيما بعد ان شاء الله .

البائس :

المراد بالبائس ( الضعفة والضعيف ) والضعفه هي المرأة فلا يمكن ان يعتدى عليها احد لافي السلم ولا في الحرب والضعيف هو الصغير والشيخ الهرم ويعدون الرغيلة الذي لم يختتن صغيراً فلا يمس بأذى ولو كبر سنه ويلحقون بالبائس الحيوانات والمزارع والبيوت فهي اشياء محترمه فلا تمس بسوء.

الجزاءات :

تتنوع الجزاءات المترتبه على المخالفات المذكورة سابقا فمنها غرامات ماليه وهي عباره عن تعويضات عن الاشياء المستهلكة اثناء ارضاخ المتمرد ومصاريف القضية مثل ضيافة الوجهه وبشارة البشير ونفقة السفر ومنها غرامات تنكيلية كالعوايب وتكون مقدرةبالحروف كما اسلفنا وتكون نصفين نصف للمعيب بفتح العين كرد اعتبار والنصف الاخر للسويقه الذين هن ضمناء الصحب كبدل اتعاب ومنها مايكون جبر خاطر واعتراف بالخطا كالمقصد والمجيش والطهور ومنها جزاءات معنوية كالتعتير واللوم والنقاء كما سنوضح ذلك .

الوجهة :

عندما تظهر من الخصم بوادر المماطله بالحق الذي عليه يشهد عليه خصمه شهودا بطلب حقه منه والا اوجهه فاذا استمر في المماطلة جاء بنخبة من عشيرته ونزلوا ضيوفا على من عليه الحق واذا لم يستقبلهم نزلوا ضيوفا على اللزم او على من يستقبلهم من عشيرة المماطل او على المتجمل ولو كان متطوعا وما لحقت المضيف او اللزم او من قام مقامة في انزالهم ضيوفاً عنده تحملة من عليه الطلب بحيث يكون مالحق للوجهه من خسارات يتحملها المماطل وربما قامت الوجهه ذاتها بالخسارات واذا ثبت الحق عليه قام بالخسارات زيادة على الحق المطالب به واذا لم يثبت الحق عليه تحملها المطالب ... بكسراللام .. ولاجل ذلك يحسب لها الف حساب كل من المطالب . والمطالب لئلا يتحمل خسارات لاموجب لها .

البشارة :

وتكون البشارة عندما يكون هناك طلبا غامضا كتهمة بالسرقة او القتل او التخريب ودور البشير هو الكشف عن المتهم واحضار ادلة الادانة عليه مقابل اجر متفق عليه وقد ينص على الاجرة في القاعدة بمثل المبلغ المسروق مثلا وعند تحقيق التهمة وثبوت الحق يلزم المتهم دفع البشارة مع مصاريف القضية الاخرى زيادة على الحق الذي عليه .

3/ هي الغرامات المترتبه على المحكوم عليه مقابل المخالفات التي قام بها وعاب بها ضمناء القاعدة او عاب بها سمعة العشيرة والعيوب مقدرة بالحروف ولكل مخالفة حروف معلومة والحرف له ثمن مقدر فنصف العيوب تدفع لمن وقعت عليه المخالفات كرد اعتبار والنصف الاخر للصحايب ولكل واحد صحة منها بقدر الذي عليه وبحسب مركزه وثقله في القبيلة .

عيب سالم :

عيب سالم يترتب عندما يهان شخص او يحصل عليه أي اعتداء دون القتل كسلب سلاحه او شتمه او تهديده بالقتل ولم يحسب حسابا لمن امن هاو امتعه او كان رفيقا له في سفره ونحوذلك فيترتب على المعتدي عيب سالم وهو يتراوح بين دية كامله ونصف الدية ويكون نصف العيب للمهان كرد اعتبارله والنصف الاخر للسواق الذين ارضخوا المعيب بدفع العيب كبدل اتعاب .

المقصد :

المقصد عبارة عن ذبيحة او عدد من الذبائح او النحائر يقوم بها من ارتكب الخطا وياخذ معه جماعته من وجوه العشيرة ويأتون الى منزل صاحب الحق ويطليبون خاطره او يحكمونه في طلبه وهو مخير بين اسقاط حقه او بعضه او اختيار من يرغب فيه من المحكمين ويضمن كل طرف قبول ما اسفرعنه التحكيم وبعض القبائل تسمي المقصد عقيرة وهي تختلف عن العقر على الميت الذي حرمه الاسلام فهي نوع اخر لايمت الى العباده بصلة وتعني هناضيافة للوسطاء ونوع ترضية لصاحب الحق ويقبل الوساطه في حل الاشكال الحاصل .

المجيش :-

وهو عباره عن تبادل ضيافات بين عشائر سادبينها التنازع والشقاق فترة ثم انتهت خلافاتها عن طريق التحكيم وقد تكون الضيافات منصوصا عليها في قرارات المحكمين وينص على عدد الضيوف ومدة لبثهم وعدد المجالس التي يتنقلون اليها وتتم الضيافات فيها ويراد بهذه الضيافات اعادة الوئام والالفه واواصر المحبه بين الطرفين واعلان الاسف عما سبق من الاساءات ويراد بها ايضاً الحاق الغرامات التي تشتمل عليها بكل فرد ليتحاشى الدخول فيما يسبب توهين العلاقات واضعافها بين القبيلتين او بين قبيلة والقبائل الاخرى مرة اخرى.

الطهور :

الطهور عبارة عن جزاء على هفوة لسان فاه بها شخص في حق اخر بدون تثبت فأساء بها الى سمعته وخدش بها كرامته او قام بعمل مشين يسيء الي سمعة عشيرته فيلزمه الطهور بأن يقوم به بنفسه او عن طريق التحكيم والطهور هو ضيافة على عدد معلوم من الذبائح يضيف بها المحيط الذي انتشرت فيه الكلمة او الفعل الذي حصل مبرهنا بذلك على اسفه عن غلطته واذا لم يرضخ للطهور الا بضغط من الصحايب ولكل منهم نصيب بحسب دوره في السوق ومن الامثله على ذلك ما قام به شخص يسمى زاهر ريعه من قبيلة الابيات قبل العهد السعودي حيث قام بحلق لحيته فألزمته العشيرة بنحر ثور طهورا لها ولئلا تعاب بسكوتها عن فعله وتأديبا له ومنعها لغيرة في ان يفكر بالاقدام على مثل هذا الفعل في المستقبل مرة اخرى .

الإقامة الجبرية :

ومن الجزاءات المتبعه في الحكم القبلي الاقامه الجبرية في مكان معين يحتبس فيه لايغادره وذلك اذا كان الجرم خفيفا لايستحق عليه اهدار دمه وكان الشخص الذي ترتب عليه الجزاء فقيراً فيحكم عليه كبير العشيره بالاقامة الجبرية في مكان لايغادره فان انقذه احد او اخفاه حمل عنه الجزاء المقرر واذا هرب او اختفى او غادر المكان صار هدراً وقد نصت قاعدة سوق النفيعه على هذا الجزاء وطبق فعلا في (ابن ال دمة ).

ماله عرض ولا سنة :

وعندما تنبذ القبيلة احد افرادها عقوبة له على ما سبب لها من متاعب او احرجها به مع جيرانها او مع من تربطها به علاقات حميمه بممارساته المخله بالالتزامات القبلية تعلن القبيلة ان فلانا ليس له عرض ولا سنه فلا اعتراض لاحد عليه ولاحرمه له ولا تنطبق بحقه السنن المتبعه قبلياً .

البوار :

هو تقاعس اللزم او الصاحب عن القيام بالسوق والنثاق حسبما يقضي به السلف والعرف ومتى ماتقاعس انتقل الطلب الى الذي فوقه حتى ينهض بالنثاق من يسد اللزوم والقواعد تنص على ان النقي من فوق الباير أي انه صاحب الكلمة النافذه ولايرتضي البوار الا انسان فسل سافل ناقص الاعتبار لاقيمةله في عشيرته والعشيرة لاترضى ان يكون بين افرادها رجل باير لما يجره لها من الصاق العار بها .

الترجية :

الترجيه فتره زمنية تسبق اللوم على عدم السوق والنثاق لاتاحة الفرصه للمعيب وهي عباره عن رفع قطعة من القماش الابيض في السوق وتطلق الاعيرة الناري هاو تدق الطبول للفت الانتباه ويصيح الصائح بأن هذا ترجية للشخص المعيب ويذكر اسمه وقبيلته وماعيب به وله فيها مدة ثمانية ايام اذا كان يريد النقاء او انزل ذلك الشعار بعد انتهاء مدة الترجيه ورفع شعار اللوم مكانه ثم يرفع القماش الابيض لمن يريد النثاق من عشيرته لمدة ثمانية ايام اخرى ويعتبر هذا اخر انذار لاسقاط الحجه امام العشيرة وبعد ذلك يحق لهم اللوم وسوف يأتي الحديث عنه بمزيد من التفصيل .

الجباية :

من عجز عن السوق والنثاق لقوة معيبة او عدم تمكنه منه وكان قد اعطي اكثر من فرصه وهو حريص على النثاق دون خيب ولا عيب ولكن اعجزته الحيلة فانه يطلب مهلة مقابل جباية سنوية حتي يتمكن ممن عيبه ويعطى المهلة مادام يسوق الجباية فلا يوقع عليه لوم ابداً حتى يتوقف عن الجباية واذا توقف عن الجباية فقد استحق اللوم .

اللوم :

يقع اللوم لمن عيب بشيء مما ذكر في العوايب او بار في ضيفه او مضيفه او جاره او رفيق سفره او متيعه او لم يقم بالسوق والنثاق في ضمانته او مدته بعد اسقاط حجته وحجة اقاربه ورؤساء عشيرته واعطائهم الفرصه الكافيه للسوق والنثاق ولم يحرك احد منهم ساكنا فينزل القماش الابيض ويرفع في مكانه القماش الاوسود ويكون رمزا لسواد الوجوه وربما البسوا حمارا مشوها لباسا يلفت الانتباه ويجعلوا له مايشبه العمامه وطافوا به فس الاسواق وسموه باسم الشخص المعيب مبالغة في التشهير به ويكون اللوم بمثابة اعلان الحرب وقطع لجميع الروابط القبلية وهذا الاسلوب من الاساليب القديمه المتعارف عليها عند العرب .

البراء والطيب :

عباره عن فك الامان والتحلل من الروابط القبلية والتبري من تبعات اللزم والصحب واعلان ذلك في الاسواق ولايحق لاي شخص ان يقوم بذلك بل لابد من موافقة جماعية من كل اهل الصحبه والضمناء والردوم وقناعتهم التامة بالدواعي الموجبه لذلك بعد الاعذار والانذار المتكرر وبعضهم يطالب بوثيقه مكتوبه بالبراء ولابد من فترة زمنية بين اعلان البراءة وبين سريان مفعولها ليأخذ كل طرف حذره وبعضهم يجعل البراءة فورية ويقول ليس فيها الا نقل قدم ويكون ذلك بمثابة اعلان الحرب ونبذ للعهد على سواء .

النقاء :

ومعناه نصاعه بياض الوجه وخلوها من العيب بعد جلاء عار كان قد لاثها بالسواد والنقاء على مراتب .
فمن قام بقتل من عيبه او قاتل حتى قتل فهذا نقاء من الدرجه الاولى
ومن قام بسوق المعيب للتحكيم او استعد بما يترتب عليه عن طريق التحكيم وتحمل العوايب ونحوها او ساق فيها فهذا انقاء يعتبر من الدرجه الثانيه .
ومن تنقى من الدرحه الاولى او الثانيه استحق المدح والثناء فيقوم صاحب الحق بنشر قماش ابيض في عدة اسواق في جماعة من قومه معلنين له النقاء وبياض الوجه ومعهم شاعر مجيد يشيد بمدحه وبالثناء عليه .

مقتبس .

معلومات رائعه لأخي الكريم مطلع الشمس

يسلمووووووووووووووووووووووووووو


تقبل مروري .

معلومات رووووووووووعه
تسلم الايادي على هذا الامجهود الرائع

تقبل مروري