تقاليد الزواج في أفريقيا .

أفريقيا , السواد , تقاليد

تقاليد الزواج في أفريقيا .

	في التقاليد القبلية الأفريقية يحق للرجل والمرأة إنهاء الزواج دون ضغوط من الأهل، كما أن المرأة إذا هجرت زوجها بلا عودة يرد المهر للرجل حسب المحاكم القبلية، وهناك قبائل لا تعرف الطلاق مثل الزولو والآزاندي والجوكون، وإذا مات الرجل عن زوجة خلفه عليها بعض أقاربه.. تلك بعض الطقوس والعادات في الزواج بين القبائل الأفريقية، وكان لـ(المجلة العربية) جولة مع هذا العالم الغرائبي المدهش، لنعرف مدى تكريم الإسلام للمرأة المسلمة وصون عفتها وحفظ حقوقها. يحاول الفتى لفت انتباه واستحسان الفتيات من أهل (النوير)، ويولي مظهره اهتماماً كبيراً؛ فيرقص خلف ثيرانه ويتغنى بما ينشد من شعر، والفتيات هن المحكمات بالنسبة لمسائل اللياقة. ولدى الهيبان والأتورو (من قبائل النوبا) يتعرف الفتية والفتيات في الحقول وفي حفلات الرقص وفي مختلف المناسبات الاجتماعية، وتظل العلاقة الغرامية بضعة شهور مسألة خاصة بين الفتى والفتاة، وعندما تتحول الصداقة إلى عاطفة عميقة يسأل الفتى الفتاة أن تأذن له في مخاطبة والديها في أمر الزواج. وعند (الكبسبجي) تلحق الفتيات بالفتيان في المراعي، وتقوم بينهم منافسات شديدة حتى يحظى الفتى بالفتاة التي تختار أكثر الفتيان شجاعة، ومنذ هذه اللحظة يبذل كل منهم ما في وسعه لإثبات شجاعته، فإذا وقع اختيار الفتى على فتاة يمتنع الجميع عن مغازلتها أو التقرب منها، ويتم إثبات الشجاعة إما بقتل عدو أو أي حيوان مفترس: فيل، وحيد قرن، أسد، أو فهد، وإما بسرقة الماشية من قبيلة أجنبية. وتسمح قواعد السلوك لدى (الطوارق) بقيام علاقات بين الرجال والنساء أشبه بفروسية العصور الوسطى في أوروبا، فالمرأة يمكنها أن تطرز على لثام فارسها أو درقته أبياتاً من الشعر في مديحه أو تمنيات له بالخير. والفارس يمكنه أن ينقش اسم محبوبته على الصخر وأن يتغنى بفضائلها ولا يرى أحد في ذلك بأساً، كذلك تتمتع الفتاة لدى الطوارق بحرية جيئة وذهاباً، فإذا أخذتها نزوة لزيارة معجب ركبت جملاً لأكثر من خمسين ميلاً إلى مضربه حيث تنزل إذا اقتضى الحال في خيمة أقاربه.. وأحياناً تنضم الفتيات في أحد المضارب إلى أولئك اللاتي في مضرب آخر ويشكلن محكمة حب، بينما يستعرض الشبان مهاراتهم فوق خيولهم وهم يقذفون رماحهم أو يطلقون بنادقهم، وقبل أن يشرع الشباب (المحارب) في القيام بغزوة يذهب لتقديم فروض الاحترام لمحبوبته، ويطلب منها علامة على حظوته لديها، كشيء يحميه من مخاطر الحروب، (خاتم أو حجر من حجارة السوار الذي تضعه معبودته حول ذراعها الأيمن). حرية الإباحة وإباحة الحرية! وهناك قبائل تتطلب تقاليدها احتفاظ الفتاة بعذريتها إلى حين زواجها، وإذا واقع شاب فتاة فإنها تُسأل عن سلوكها، ليس فحسب أمام أمهات القرية اللاتي يشتمنها ويبصقن عليها وينادينها بأشد العبارات إهانة، بل تُسأل أيضاً أمام والدتها لإلحاقها العار بهم، ويصطحبنها إلى النهر لفحصها للتأكد من صحة الاتهام، فإذا صح شتمنها وبصقن عليها وضربنها بقسوة بالغة ولا يستطيع والدها من أجلها شيئاً، وعند مغادرتهن النهر يتوجهن إلي بيت الفتى ويطلبنه، ويرفض أهل قريته عادة السماح له بمقابلتهن خوفاً من إيذائه أذى شديداً، وتطلب الفتيات ماعزاً أو بهيمة فإذا رفض ذبحنها أمامه رغم أنفه ويدهن أجسامهن بمحتويات أمعائها لتطهرهن، ثم يذهبن إلى النهر للاغتسال. ويقول البعض إن الفتيات يذهبن إلى حي الفتى وهن عرايا لإظهار مدى العار الذي ألحقه بهن، وبعد استرضاء الفتيات يوجه الكبار الاتهام للفتى الذي يُلزم بدفع تعويض لوالدي الفتاة التي واقعها.. وإذا فقدت الفتاة بكارتها وحملت زاد مقدار التعويض، ومن الشائع بذل الجهود لحمل الفتى على الزواج منها. ولدى قبائل (السوكوما) يُنظر إلى الاتصال الجنسي بفتيات غير متزوجات بأنه أمر طبيعي مرغوب فيه، وبالتالي فإن الحمل لا يُسبب مضايقة ولا يلحق الفتاة أي عار، ولا يقلل إنجابها فرصة في زواج مبكر، فكل طفل ينظر إليه باعتباره عوناً أكثر منه عبئاً بالنسبة للأسرة التي ينتمي إليها. ولدى قبائل الكونا - الجوكون، أول خطوة في سبيل الزواج هي أن يسعى الفتى لنيل الحظوة لدى الفتاة التي يرغب في الزواج منها بأن يصبح عشيقها المفضل، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الفتاة ستتزوجه، فقد يكون لها بضعة عشاق، بل إنها لا تخضع لأي ضغط للزواج ممن أنجبت منه طفلاً، فمن المألوف أن تلد الفتاة أطفالاً قبل أن تصبح زوجة بصورة رسمية ولدى بعض قبائل الفولاني بنيجيريا الشمالية تقام في مناسبات معينة حفلات رقص لشباب القرية من الجنسين، ويسمح فيها بنوع من المداعبة الجنسية، وفي قبائل البقارة السودانية يسمح لكل فتاة أو امرأة مطلقة باستقبال الشبان علانية في بيتها، وقد تزور جماعة من الرجال امرأة بالليل وأيهم يفلح في نوال الحظوة لديها قد يُدعى لتمضية الليل معها، ويتطلب العرف في حالة الفتاة التي لم يسبق لها الزواج من الضيف احترام بكارتها. غرائب طقوس الزواج وفي معظم التقاليد القبلية لا يكتفى بتحريم الزواج بين الأصول والفروع والحواشي الذين هم على درجة قرابة، وإنما يمتد التحريم حتى يشمل العشيرة بأكملها، بل قد يمتد التحريم ليشمل العشيرة التي تنتمي إليها الأم أيضاً، وفي هذه الحالة لا يجوز للرجل أن يتزوج من امرأة تنتمي إلى عشيرة الأب أو امرأة تنتمي إلى عشيرة الأم. فلدى (اللانجو) لا يتزوج الرجل من فتاة تربطه بها صلة دم مهما كانت بعيدة، سواء من جهة الأب أو من جهة الأم، ولدى قبائل (السوكوما) يحرم الزواج بين الأشخاص الذين يمكنهم تتبع نزولهم من أصل مشترك سواء من جهة الأب أم من جهة الأم. ولدى (الأيبييولا) يُسمح بالزواج بين أولئك الذين يعرف أن رابطة قرابة تربط بينهم مهما كانت بعيدة. وكانت القبائل الصومالية وقبائل الجلا تتبع فبما مضى قاعدة الزواج من خارج العشيرة، لكن هذا التقليد لم يعد متبعاً لدى الصوماليين الذين اعتنقوا الإسلام. ولدى قبائل البجه –مثلاً– يسود الزواج من بنات العم، ومن الواجب استشارة الرجل قبل أن تُزوج ابنة عمه من غريب أو قريب أبعد منه درجة، ويمكن ضرب الفتاة حتى تذعن للزواج من ابن عمها في قبائل الرباطاب والبقارة. ومن أغرب عادات وطقوس الزواج ما يحدث لدى قبائل الهوتنتوت؛ فعندما يريد شاب الزواج من فتاة معينة يسعى للحصول على موافقتها الرسمية، وذلك بأن يقدم إليها عصا قصيرة، فإذا تناولتها وكسرتها إلى قطعتين وألقت بإحداهما على صدره كان هذا علامة موافقة على الزواج منه. وعند (البوندو) يأتي أحد الرجال إلى والد الفتاة يسأله يدها نيابة عن أحد أصدقائه فيقول له الأب: «اذهب وتحدث إلى الفتاة»، فيذهب الرجل وإذا وافقت تقول: «أود أن أرى الرجل الذي يرغب في أن يكون زوجي»، عندئذ يأتي الرجل فتقول له: «كما تحدثت إلى أبي من قبل تحدث إلي». وعند قبائل الكمبا والماساي في كينيا، يُباح للمرأة المتزوجة أن تتصل برجال آخرين اتصالاً جنسياً، فزوجها كثيراً ما يضعها تحت تصرف رجل من عشيرته أو صديق يأتي لزيارته ويقضي الليل عنده، ويفخر الرجل بقدرته على وفادة جمهرة من الضيوف على هذا النحو بحيث يكون لكل منهم كوخ منفصل تحت تصرفه، ولدى الماساي يغرس الضيف حربته خارج الكوخ الذي يصبح عندئذ وما يحتويه تحت تصرفه.. ولدى (الجلا) لا يأبهون كثيراً لاتصال زوجاتهم بغيرهم طالما تم ذلك بعلمهم، فما على الرجل الذي يرغب في أن يرعى في مرعى جاره إلا أن يغرس حربته أمام الكوخ ويدخل دون استئذان. المهور في العرف القبلي يدفع المهر إلى أولياء المرأة، وفي مقدمتهم أبوها في المجتمعات الأبوية وخالها في المجتمعات الأمية، وأقارب المرأة هم الذين يستفيدون من المهر، ففي قبائل (ولوف كابور – السنغالية) يدفع المهر للأب الذي يلزم بتسليمه كاملاً إلى أم الفتاة أو أخوالها، ويحصل رب الأسرة لدى (البمبارا) على المهر وهو الذي يدفعه، ولدى الصوماليين يُدفع لوالد العروس قدر من المال وفقاً للعرف القبلي، كما يدفع قدر من المال للعروس –وهو المهر الإسلامي– وتجري عادتهم بعدم دفع هذا القدر الأخير إلا في حالة الطلاق أو وفاة أحد الزوجين. ولدى القبائل (الهوسا) تتكون مدفوعات الزواج من: نقود للدعوى، نقود لموافقة الوالدين على الزواج، نقود شكر الوالدين، نقود تحديد اليوم، ونقود الصداق وهو المبلغ الإسلامي الرئيسي ولا يُرد المهر لأهل العريس إلا في حالة الطلاق بلا إنجاب أولاد، ويُحرم الرجل منه كله إذا كان هو المخطئ، وكلما زاد عدد الأولاد قل الجزء من المهر الذي من حقه المطالبة به، ويزول حق الزوج في المطالبة بأي جزء من المهر إذا كان عدد الأولاد طبقاً لعرف القبيلة كافياً، ومنها حالة وفاة الزوجة أو الزوج. وفي المجتمعات الأبوية يأتي في مقدمة الأقارب الذين لهم حق معاشرة الأرملة الابن والأخ، فإذا وُجد للرجل ابن في سن الزواج خلفه على أرملته –فيما عدا أمه- وإذا لم يكن للميت أبناء أو كان له أبناء صغار انتقل حق الخلافة على الأرملة إلى القريب التالي.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: تاريخ المخلاف السليماني والقبائل العربية والأنساب والعادات والتقاليد

---

jrhgd] hg.,h[ td Htvdrdh > hgs,h]