الأولاد زينة الحياة الدنيا!!
الأولاد زينة الحياة الدنيا، وهم أمنية كل زوجين، والأبوان يبذلان جهدهما لتربية الأبناء أحسن تربية، ليكونوا ذرية صالحة، تأتمر بأوامر الله، وتنتهي عما نهى عنه، أما إذا ترك الزوجان الأبناء دون تعهد ولا تربية سليمة، فإنهم يكونون نقمة لا نعمة.
وتعاون الزوجين في التربية يقتضي تعهُّد الأبناء بالرعاية، وقضاء حوائجهم من غير تقتير ولاإسراف، ودون تفرقة أو تفضيل لأحدهم عن الآخر، فيكون العدل بينهم في الطعام والشراب والثياب، بل وفي النظرة والبسمة والقُبلة كذلك، ولا يجوز تفضيل البنين على البنات، بل يجب المساواة بين الجميع في كل شيء حتى في الهدية.
فقد جاء بشير بن سعد الخزرجي ومعه ابنه النعمان -رضي الله عنهما- إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله. إني أُشْهِدُك أنِّي قد نَحَلْتُ (أي: أعطيتُ) النعمان كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أَكُلَّ ولدك نَحَلْتَ؟) قال: لا. قال: ) فأَشْهِدْ غيري). ثم قال: (أليس يسرُّك أن يكونوا في البرِّ سواءً؟). قال: بلى، قال: (فلا إذًا) [مسلم والنسائي وابن ماجه].
ويقع عبء التربية في جانبه الأكبر على الأمِّ؛ حيث إنها تشارك طفلها نهاره وليله، تطعمه وتسقيه، وتمنحه الحنان والدفء، وتعلمه مبادئ الدين وتعالىمه ومبادئ العلوم، وكيف يأخذ النافع، ويترك الضارَّ، وغير ذلك حتى يشب نافعًا لنفسه ولأسرته ولأمته.
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم :
الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعددتَّ شعبًا طيب الأعراقِ
أما الوالد فإنه يكدح بالنهار؛ ليوفِّر لأهله حياة هانئة، وقد يصل الليل بالنهار، فلا يبقى إلا وقت يسير يكون من نصيب نومه، وكثيرًا ما نسمع أن الوالد يخرج لعمله في الصباح قبل أن يستيقظ الأبناء، ويعود في المساء بعد أن يناموا، فلا يرى الأبناء أباهم إلا في أيام العطلات، بل قد يسافر ويمضي السنوات بعيدًا عنهم، وهذا مما ينبغي أن يراجع الآباء فيه أنفسهم؛ لأثره السيئ في
تربية الأبناء.
والحق أن عبء التربية يجب أن يتحمله الزوجان معًا، فلا يجوز للأب أن يترك أبناءه دون رعاية، بل يجب عليه أن يجلس معهم جلسات يومية، يتعرف أخبارهم، ويستمع إلى ما فعلوه في يومهم، ثم يوجههم ويرشدهم إن أخطئوا، ويشجعهم إن أصابوا، حينئذ تسود روح التفاهم والتعاون بين أفراد الأسرة، فيأتمر الأبناء بنصائح الآباء، ويحرصون على إرضائهم، فيسهل على الآباء إرشادهم، وإصلاح السيئ من أعمالهم.
ويجب على الزوجين أن يبذلا ما في وسعهما، ويتعاونا لتنشئة الأبناء على الصلاح والتقى، فإذا ما أهمل الولد منذ طفولته دون تربية سليمة؛ صعب تقويمه في كِبَرِه، فالولد يتطبَّع بما نشأ عليه. قال صلى الله عليه وسلم: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم) [ابن ماجه]. ومن أُغْفِل في الصِّغر، كان تأديبه في الكبر عسيرًا، قال الشاعر:
إن الغصون إذا قوَّمْتَها اعتدلت
ولا يلين إذا قومته الخشبُُ
قد ينفع الأدبُ الأحداثَ في صغر
وليس ينفع عند الشيبة الأدبٌ
ويراعى تدريب الأبناء على الصلاة، وترغيبهم في حفظ القرآن، وقراءة النافع من العلوم، وتنمية القدرات والمواهب الفطرية عندهم، وترغيبهم في التردُّد على المساجد ودور العلم؛ لإبعادهم عن أماكن اللهو والفجور، والصُّحبة الفاسدة. فإذا أحسن الزوجان في تعاونهما والصبر على تربية الأولاد، أدخلهما الله تعالى الجنة، وحُجِبَا عن النار.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخلتْ على امرأة -ومعها ابنتان لها- تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فقسمتْها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه، فقال: (من ابتُلِي (أي: اختبُِر) من هذه البنات بشيء، فأحسن إليهنَّ (أي: أنفق عليهنَّ، وزوجهنَّ)، كُنَّ له سِتْرًا (أي: حجابًا) من النار)_[البخاري، ومسلم، والترمذي].
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
.dkm hgpdhm hg]kdh!!