يعد قصر البنات من النماذج المعمارية الفريدة من نوعها من حيث الشكل والتصميم، وقد شيد هذا القصر، الذي يعد إحدى تحف العصر العباسي في مدينة الرقة، بالاعتماد على مادة الآجر انسجاماً مع بيئة المنطقة ومناخها.
يقع القصر على بعد 400 م شمال باب بغداد، وإلى الغرب من سور المدينة الأثري، ويؤرخ إلى فترات تاريخية عدة.
و«قصر البنات» تسمية يعتقد أنها محلية لأن الوثائق التاريخية لم تأت على ذكرها، إلا أن أغلب المصادر تعترف بوجود بيمارستان ومدرستين للتعليم شيدوا جميعاً أيام نور الدين الزنكي من دون الإشارة إلى مكانهما، الأمر الذي حدا بعلماء الآثار للترجيح بأن هذا البيمارستان هو قصر البنات الذي لم يبق منه إلا الأطلال الضخمة. كما ذكرت المصادر أيضاً أن الخليفة العباسي المنصور هو من قام بتشييد القصر، ليكمله الخليفة هارون الرشيد من بعده، وقد بناه ضمن أسوار الرافقة ليتم استخدامه مدرسة إلى حين تعرضت لزلزال مدمر تضرر القسم الأكبر منها، ليعاد ترميمها وتأهيلها في الفترة الأيوبية الزنكية، ليتحول استخدامها إلى مدرسة وبيمارستان يعلم فيهما الطب ومشفى للتداوي، قبل أن يحولها الزمن إلى أطلال أطلق عليها أهل الرقة حديثاً قصر البنات. بدأت التنقيبات في الموقع منذ عام 1977 واستمرت عدة سنوات، وقد كشفت عن امتداد للمنشأة في الاتجاه الشمالي والشرقي والجنوبي، إلا أن تنقيبات حديثة كشفت عن امتداد كبير لجدار المنشأة الخارجي يمتد من جهة الشرق إلى ما وراء سور الرقة الأثري ما يوحي بتفاصيل كثيرة للمنشأة ما زالت مطمورة. وينطوي الامتداد على باحة مركزية مربعة الشكل تقريباً تقع في الوسط وتطل عليها من الجهات الأربع مجموعة من الغرف، وفي الشمال نرى الإيوان المعزز بغرفة خلفية وحجرتين جانبيتين، ويطل على باحة ورواقين خاصين به، وفي الجنوب نشاهد واجهة خاصة مع ثلاثة مداخل، أما في الشرق والغرب فهناك إيوانان بسيطان يطلان على الباحة. وقد كشفت التنقيبات الأثرية في الموقع عن استخدام عمليات تبريد وتسخين الجو، وهذا ما يسجل الاكتشاف الأول في المنشآت المعمارية في مدينة الرقة.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
jtv] hgulhvm hgufhsdm td hgvrm > jJvn