روي: إن ابا تمام امتدح أحمد بن المعتصم أو "ابن المأمون " بقصيدة سينية فلما انتهى إلى قوله:
مَا في وُقُوفِكَ سَاعَةً مِنْ بَاسِ ... تَقْضِي ذِمامَ الأَرْبُعِ الأَدْرَاسِ
فَلَعَلَّ عَيْنَكَ أنْ تُعِينَ بِمَائِهَا ... وَالدَّمْعُ مِنهُ خَاذِلٌ وَمْوَاسِي
أَبْليَتَ هذَا المَجْدَ أَبْعَدَ غَايَةٍ ... فِيهِ وَأَكرَمَ شِيمةٍ ونِحَاسِ
إِقْدَامَ عَمْروٍ في سَماحَةِ حَاتِمٍ ... في حِلْمِ أَحْنَفَ في ذَكَاءِ إِيَاسِ
فقال الحكيم الكندي – يريد ان ينتقص من شعره - :وأي فخر في تشبيه ابن أمير المؤمنين بأجلاف العرب ؟ فأطرق أبو تمام ثم أنشد هذين البيتين معتذرا عن تشبيهه ابن المعتصم بعمرو وحاتم وإياسِ:
لاَ تُنْكِروُا ضَرْبِي لَهُ مَنْ دُونَهُ ... مَثَلاً شَروُداً في النَّدَى وَالبَاسِ
فالله قد ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنُورِهِ ... مَثَلاً منَ المِشْكَاةِ وَالنِّبْرَاسِ
فقال الكندي : إن هذا الفتى يموت شابا. فقيل له: من أين حكمت عليه بذلك؟! فقال: رأيت فيه من الحدة والذكاء والفطنة مع لطافة الحسن وجودة الخاطر ما علمت به أن قلبه يأكل من جسمه كما يأكل السيف المهند غمده .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
hf, jlhl hgahuv ,hg;k]d hgtdgs,t