بــيــت مــال الــمــســلـمـيــن

مــال , الــمــســلـمـيــن , بــيــت

بــيــت مــال الــمــســلـمـيــن

بــيــت مــال الــمــســلـمـيــن

كتبهاعبيد خلف العنزي ، في 1 يوليو 2008 الساعة: 08:15 ص

كثيرة هي الحملات الفكرية ( منزوعة التفكير ) هذه الأيام ضد الإسلام ..

وربما لا نتعجب مما حدث في الدانيمارك ولا ما يفعله اليهود والغرب بشكل عام فالإسلام تهديد صريح لهم لو نهض من جديد ولا نلومهم في كل هذه المحاولات المستميتة للنيل من الإسلام كدين وكمفهوم للحياة وكطريقة للتعايش في الكرة الأرضية ..

إنما ما يدعو للتعجب فعلا هو ما تنتهجه تيارات جديدة دخيلة على الفكر وعميلة للجاهلية وجاسوسة للتخلف العقلي والحضاري عندما تخرج أصوات من بيننا في مجتمعاتنا تطالب بهدم الإسلام وتقليصه في منابر المساجد وعدم إدخاله في الحياة والسياسة والمجتمع ..

وبغض النظر عن مسميات تلك الفئات الجاهلية سواء كانت الليبرالية أو العلمانية أو التحررية أو الديمقراطية الخ سنجد أنها تنقش على الماء .. وتصر على ذلك ..

وهنا أعود الى تاريخ تلك الحركات ورمزوها الذين صاروا تحت الحذاء في بلدانهم وتلك التيارات التي أثبتت فشلها الإنساني لأنها مهما فعلوا أو قالوا .. عنصرية .. يكفيكم ما يقومون به من تهميش وتهجم ورفض للإسلام دون حتى نقاش لتعرفوا أنهم مجرد غوغائيين رغباتهم في غرائزهم فقط ..



من هذا المبدأ قررت أن أبحث في أمور إسلامية بحته كانت أحد المسلمات والبديهيات في دولة الإسلام الصحيح وانتهت بوجود دويلات الطوائف المتخلفة هذه الأيام كي أقارنها بما يقدمونه من أدوات وسلوكيات تحضر ..



بيت مال المسلمين ..

أعجوبة اقتصادية إنسانية بحته ..كانت ولا تزال من نصيب دولة الإسلام حيث لم يطبق أحد هذه الأساسية الاجتماعية بعدها مطلقاً ..

يقوم كل المسلمين القادرين بدفع الزكاة لغير القادرين والمعوزين وهذا نظام تفتقد إليه الجهات الرسمية هذه الأيام وان كانت بعض المراكز تقوم به فهو نشاط محدود مع الأسف إنما في عهد الخلافة هو نظام أساسي للحكم ( تأملوا النظام الأساسي للحكم في أية دولة من دول الطوائف هذه الأيام .. يتشقلب ويتبدل على هواهم ) وفي بيت مال المسلمين الذي يشرف عليه الخليفة مباشرة ويشاور فيه المحتسب والمحتسب شخصية تقوم بعمل ( النائب العام ) من تنفيذ التشريعات الإسلامية وحفظ النظام .. وفي الإسلام لكل مولود يتم فطامه يسير له راتبا سنوياً مجزياً تحت اسم ( العطاء ) ومع اتساع الدولة الإسلامية جعل عمر بن الخطاب العطاء لكل طفل يولد في الإسلام واليوم كم من الأطفال يموت جوعا في سبيل أن تترفه العائلات الحاكمة في دويلات الطوائف .. وبيت مال المسلمين هو الخزينة التي تستقطب كل موارد الدولة طبعاً في هذا العصر البترول خاص بآل سعود وفي سوريا حساباته تودع في سويسرا لصالح عائلة الأسد ومنتجاته التي تصل الأردن 50% منها تحول الى حسابات من يسمون أنفسهم بالهاشميين .. وهكذا بيت مال المسلمين هو حفظ مواردهم وتخصيصها لهم .. طبعاً لن نقارن بين أحدٍ من الساسة هذه الأيام وعمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو حجة الملوك والحكام الى يوم القيامة غبار نعل عمر بن الخطاب برقاب هؤلاء الساسة .. وكتقريب لنظريتي عن بيت مال المسلمين الحادثة الشهيرة التي تكررت كثيرا في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله والذي اصطلح المؤرخون على تسميته بالخليفة الخامس لعدله وتقواه حيت كانت الزكاة تطوف في أرجاء الدولة الإسلامية فلا يجدون من يحتاجها ومن يقبلها ( رحمه الله ) لو رأى سرقة المال العام اليوم من اللصوص الذين يحميهم اللصوص ( الساسة ) ربما لمات بالذبحة القلبية ..

لو رأى عباس وهو يساوم ويعانق الصهاينة بعد كل مذبحة لهم في غزة .. لو رأى ملكنا يعانق ويقبل بوش ويديه مخضبة بدماء العراقيين والأفغان .. ما علينا .. موضوعنا بيت مال المسلمين ..

جميع مشاريع الدولة والعمران وبناء المساجد وتكاليف تدريس الدين والحملات العلمية تكون من بيت مال المسلمين

وفي عصر بيت مال المسلمين خرج الحسن بن الهيثم وأحمد بن فضلان والرازي وابن النفيس وابن سينا والإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي والكثيرون من العلماء في كل المجالات ..

اليوم لكثرة السرقات وتوفير الرفاهية لرجال الدولة وساستهم وأذنابهم لم يعد هناك وقت للعلوم والبحوث وحتى لو خرجت طفرات علمية سيستقطبها الغرب وإن رفضت الانصياع زج بها الساسة الى سجون المباحث العامة أو تتولى الــ ( cia ) تصفيتهم وبعدها تقوم دويلة الطوائف مشكورةً بتسلم بحوثهم الى أمريكا مع تقديم فروض الولاء والطاعة ..

بيت مال المسلمين يخصص النفقات الفورية لأية حركات جهادية تدافع عن الإسلام أو تلبي استغاثات المنكوبين ورد الاعتبار لمن ضاعت أراضيهم وسُلبت حقوقهم ظلماً وعدواناً ( دعوني أتذكر ألم يصرخ الفلسطينيون منذ العام 1948م والأموال في حسابات ياسر عرفات واليوم في الحساب السويسري لعباس ودحلان ) أو في جلسة صفاء في شرم الشيخ مع سعادة الرئيس حسني مبارك ..

ألا تلاحظون معي أيها السيدات والسادة أن الساسة العرب يبعثرون الأموال العامة في رفاهيتهم ويدكون شعوبهم تحت التجويع مما يجعلهم يلهثون وراء الخبز والمعيشة حتى ينشغلوا بهموم الأمة ويتمتعوا هم بالمزايا وبيع الأرض والعِرض تماشياً مع مخططات الماسونية ..

سيرى الكثيرون أنني سوداوي النظرة .. وربما يتهمونني بالصحوية أو الوهابية أو ما إلى ذلك من مسمياتهم البيروقراطية الجوفاء .. وهنا أجدد كلامي بأنني لا أؤمن أبداً بتلك المسميات وأعتبرها من أدوات الإشغال التي يروج لها الساسة ليسرقوا وينهبوا ويدكوننا بأيدينا إنما أنا أقيس الأمور بالمقارنة العقلانية فقط وأستعرض معكم ماكان في الدولة وما هو جاريٍ في دويلات الطوائف اليوم .. وأطلعكم على حالة الأمة في عهد الخِلافة وحالة ما يسمى بالمواطن ( أسميه المطحون ) في عصر علي بابا والأربعين حرامي ..

بيت مال المسلمين يعطي لكل مسلم عطاء حسب معيشته طبعا عطاء عبد الرحمن بن عوض رضي الله عنه للفقراء فقط لأنه ليس بحاجته حيث انه من أغنياء الصحابة وكذلك عطاء عثمان بن عفان رضي الله عنه هنا في هذا الزمن لو تأخر راتب أحد الأمراء السعوديين أو الهاشميين أو المغاربة مثلا ستقوم الدنيا وتقعد على رأس الدولة ( مع أنه في الأساس هذا الراتب ليس له وجه حق خاصة لمن لا يعمل في الدولة ) نعود الى مخصصات بيت مال المسلمين فمثلا لوجهاء الصحابة ومجلس الشورى للخليفة لم تكن مخصصاتهم تتجاوز العطاء المخصص لهم ..

في هذا العصر مخصصات مجلس الشورى تتجاوز المليون ريال والسكن والرفاهية كل هذا لمجرد التوقيع على بيان بنعم أو لا حسب التوجيهات العلوية (مجلس أحجار لاتسمن ولا تغني من جوع ) تخيلوا معي مصاريف الوزراء وأذنابهم في كل دويلات الطوائف وصولاً الى مصاريف الساسة أنفسهم ( يا إلهي ) هل يحتاجون كل هذا البذخ كي يبيعوننا بأبخس الأثمان ..

يعجبني النظام في الإمارات حيث المواطن يحظى بالكثير من الامتيازات ( طبعا السرقة للمال العام في كل مكان ) ولكن كما يُقال ( أطعم الفم تستحي العين ) وليس على نهج بقية دويلات الطوائف الفم جائع والعين مجبورة على الصمت وان رمشت فقأها رجال المباحث ..

وطبعا النواحي الاقتصادية لبيت مال المسلمين من حيث وصاية الخليفة عليه وايضا محاسبته من أي فرد في الأمة أمر جميل جدا ويضعنا في معادلة التوازن التي تجعل منصب الخلافة على الرغم من مزاياه محدودا بصلاحيات الناس فيكون رضاهم عن الخليفة أو سخطهم عليه عاملاً مهما في سياسة الدولة على عكس ما يحدث الآن من الحكم ( بالحذاء القديم ) على رأس من لا يقبل ..

نريد عطاء لكل مولود في الأمة أيها الحكام .. ستتقلص حينها مزاياهم ؟ .. والله لن يحدث فعلى سبيل المثال لو قدمت الحكومة السعودية خمسة آلاف ريال لكل مواطن .. شهرياً وليس سنوياً حسب التشريع الإسلامي لم ينقص هذا من خزينتها ومن قصورها في الغرب واستثماراتها شروى نقير لكل مواطن يجب أن يخصص دخل سنوي يكفل له الحياة التي لا يضطر حينها للسؤال ..

أيضاً أمر آخر في بيت مال المسلمين وهو الخدمات .. يعني شرعاً .. وأتحدث شرعاً وأتحدى أي عالم دين في ذلك .. الماء والكهرباء مسؤولية الدولة ولا يجب على أي مواطن أن يدفع قرشاً لقاء ذلك لأنه حق بشري من حقوق المواطنة في الشرع ( حق إنساني مكتسب لوجود واستمرار الحياة ) فالزكاة على المسلمين والضريبة أو الجزية على المعاهدين تكفل لهم الحماية والرعاية على الرغم من انف دويلات الطوائف لأن هذا هو ديننا الإسلامي أيها السادة .. تخيلوا ما ندفعه في الدول العربية ( دويلات الطوائف ) للماء والكهرباء فقط .. ! .. رفاهية جديدة للحكومات .. وليت الخدمة تستحق الفاتورة لا تنقص قرشاً حتى لو مررنا بالانقطاع الكهربائي لسوء الصيانة في عِز الصيف ..

وبيت مال المسلمين يخصص لكل فرد من الأمة سواء كان مسلماً أو ذمياً معاهداً ما يكفل له التداوي والعلاج حتى يشفى من علته .. ولنتأمل حال مستشفياتنا هذه الأيام والزحام فيها وسوء الخدمات ووزير الصحة البغيض الفاشل في رحلاته الترفيهية الخلوية و( المقناص ) في هذا المقام .. وفقط في هذا المقام .. أقول رحم الله أيامك يا دكتور غازي القصيبي عندما كنت وزيراً للصحة ..

بيت مال المسلمين .. ظاهرة إستراتيجية حيوية لو عادت لكنا بألف خير
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال التاريخ العربي الإسلامي المعاصر .

---

fJJdJJj lJJhg hgJJlJJsJJgJlJdJJk

أذكاري منبع حياتي...
بارك الله في جهودك
وشكراً جزيلاً لك على هذا الموضوع القيم .

الله يعطيك العافيه
لك التقدير