________________________________________
من الأحداث العظام التي أخبر عنها خير الأنام ، والتي تكون بين يدي الساعة ،  خروج نارٍ في اليمن تسوق الناس إلى محشرهم ، إنه حدثٌ يُعدُّ الفاصل  الحقيقي بين حياتين ، الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، وهو آخر علامات  الساعة وأشدها ، لما يلقى الناس من جرائه من بلاء وشدة .
وتصور معي أخي القارئ ، ذلك اليوم الذي تندلع فيه النيران من عمق البحر  لتحرق كل شيء ، ولتسوق الناس سوقاً عنيفا بين راكب وراجل إلى مكان واحدٍ ،  يقطعون المسافات الطوال مشردين مطرَّدِين ، كل ذلك والنار ملازمة لهم في  نومهم و قيلولتهم . ومن أتعبه السير ، وأضناه السهر ، وتخلف وقع فريسة  للنار لتلتهمه ، فياله من زمن عصيب .
وقد دلَّ على هذا الحدث الرهيب ، وما يكون فيه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن  النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنها - أي الساعة - لن تقوم حتى ترون  قبلها عشر آيات فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ،  ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوفٍ  خسفٍ بالمشرق ، وخسفٍ بالمغرب ، وخسفٍ بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من  اليمن تطردُ الناسَ إلى محشرهم ) 
أما مكان خروج تلك النار العظيمة فبلاد اليمن ، وتحديداً من قعر عدن من بحر  حضرموت ( بحر العرب ) ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( ونار تخرج  من قعرة عدن ترحِّل الناس ) 
وروى أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى  الله عليه وسلم : ( ستخرج نار من بحر حضرموت ، قبل يوم القيامة ، تحشر  الناس ) . وفي الحديث دلالة على أن هذا الحشر إنما يقع في الدنيا لا في  الآخرة .
ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم من تفصيلات ذلك الحدث العظيم ، بيان مراتب  المحشورين ، فالناس لا يحشرون على مرتبةٍ واحدةٍ ، والسبب يرجع إلى ما  كانوا عليه من قبل من صلاحٍ أو فسادٍ ، فالصالحون يحشرون راكبين كاسين  راغبين وراهبين رحمة من الله وفضلا ، ومن دونهم في الصلاح يتعاقبون على  البعير .
وأما شرار الناس من الكفار والمنافقين فتسحبهم الملائكة على وجوههم وتلقي  بهم في النار . ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أن الناس  يحشرون على ثلاثة أفواجٍ فوجٍ راكبين طاعمين كاسين ، وفوجٍ يمشون ويسعون ،  وفوجٍ تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار ) رواه أحمد .
فهذا طرف من أخبار ذلك الحدث العظيم ، الذي يُكرم فيه المؤمنون ، بحشرهم  ركبانا، ويهان فيه الكافرون بحشرهم على وجوههم ، وهذا الحدث مقدمة ليوم  القيامة الذي تعظم فيه كرامة الله لعبادة ، وتعظم فيه أيضا إهانته للكافرين  ، والوصية النبوية لمن أدرك ذلك الزمان التعجل بالخروج إلى بلاد الشام  ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستخرج نار من بحر حضرموت قبل يوم  القيامة تحشر الناس ، قالوا يا رسول الله : فما تأمرنا ؟ قال : عليكم  بالشام ) رواه أحمد والترمذي أي خذوا طريقها، ألزموا فريقها ، فإنها سالمة  من وصول النار إليها لحفظ الملائكة إياها. 
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Nov Havh' hgshum >> khv j'v] hgkhs Ygn hglpav