أطلال اللغة والأدب العربي . يختص بكل ما له شأن بالأدب العربي بجميع أقسامه وفروعه من لغة وأدب وبلاغة وفصاحة وبيان ومحسنات بديعية وغيرها من الفنون الأخرى مما يندرج تحت تصنيف ( الأدب ) |
الإهداءات |
|
#1
| ||||||||
| ||||||||
دراسة الأدب في ضوء علم الأسلوب . ارتبط مفهوم ( الأسلوبية ) بالدراسات اللغوية منذ نشأته في القرن العشرين ، وبالتالي انفصل عن ( الأسلوب ) المتعلق بالبلاغة ، والأسلوب أسبق في الظهور بما أعلنه الفرنسي [ جوستاف كويرتنج ] في عام 1886 ، حينما قال : " إنَّ علم الأسلوب الفرنسي ميدانٌ شبه مهجورٍ تماماً حتَّى الآن ، فواضعو الرسائل يقتصرون على تصنيف وقائع الأسلوب التي تلفت أنظارهم طبقاً للمناهج التقليدية ، لكنَّ الهدف الحقيقي لهذا النوع من البحث ينبغي أن يكون أصالة هذا التعبير الأسلوبي أو ذاك ، وخصائص العمل أو المؤلف التي تكشف بنفس الطريقة عن التأثير الذي مارسته هذه الأوضاع " ،ومعنى هذا – برأي الدكتور صلاح فضل – أنَّ العلماء قد حدَّدوا آنذاك مجالات علم الأسلوب الحديث بحثاً عن التعبير المتميِّز ، وأوجزوها في سبعة أبوابٍ هي : أسلوب العمل الأدبي ؛ وأسلوب المؤلِّف ؛ وأسلوب مدرسةٍ معينةٍ أو عصرٍ خاصٍّ أو عصرٍ خاصٍّ أو جنسٍ أدبيٍّ محدَّدٍ أو الأسلوب الأدبي من خلال الأسلوب الفنِّي أو من خلال الأسلوب الثقافي العام في عصرٍ معيَّنٍ . ( 1 ) . وينبغي هنا أن نشير إلى فرقٍ كبيرٍ بين أمرين هما : علم اللغة والأسلوبية فيما يتصل بالأهداف والنتائج ، فالوصف اللغوي يتضمَّن استنباطاً لقواعد تحكم العبارات ، أمَّا في الأسلوبية والتحليل الأسلوبي فإنَّ غايته الكبرى ليست استنباط قواعد ، وإنَّما هي مسألةٌ تضمينيَّةٌ ، أي إبراز خواص أسلوبٍ بعينه ، والواقع أنَّ هدف التحليل الأسلوبي يطمح في بيان الخواص المميزة لأسلوبٍ ما . ( 2 ) . لقد اشتقَّت الأسلوبية من الأصل اللاتيني ( stilus ) ، وهو يعني " ريشة " ، ثم انتقل عن طريق المجاز إلى مفهوماتٍ تتعلق كلُّها بطريقة الكتابة ، وقد استخدم في العصر الروماني أيَّام خطيبهم الشهير ( شيشرون ) على التعبيرات اللغوية والأدبية ( 3 ) . وفي اللغة العربية ، أصل الجذر اللغوي ( سلب ) ، وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ هو أسلوب ، وهو أيضاً المذهب والوجه ، و( أخذ فلانٌ في أساليب من القول ) : أي في أفانين منه ( 4 ) . والأسلوب الذي تنوعت تعريفاته في طبيعة الحال هو نتاجٌ تعبيريٌّ مجرَّدٌ ، لأنَّه يشكِّل جزءاً من العمل الأدبي ، فليس الأسلوب هو القصيدة أو المسرحية أو القصة أو الرواية ، بل هو جزءٌ منها ، والملاحظ أنَّ الأفكار التي تحلِّله تنطلق من معنى الفردية في مقابل معنى العمومية، ونقول الفردية لأنَّ الأسلوب هو الإنسان ذاته ، ولذلك كانت العلاقة بين الأسلوب وعلم اللغة متواشجةً ، وسبب تبدُّل الأفكار حول الأسلوب عائدٌ إلى الارتباط بين اللغة والأنماط الثقافية والاجتماعية ، والأدب بدوره شطرٌ من الثقافة العامة ، فالقصيدة الشعرية لا تنبعث دلالاتها إلاَّ من ذلك ، فمعاني كلماتها مستمدٌّ من لغة القوم الذين قيلت لهم القصيدة ، ولها معناها المنبثق من السياق الثقافي والاجتماعي للقوم ، وهي من الناحية الإبداعية تفجِّر دلالاتها من بنيتها ، تلك الدلالات التي نسميها الأسلوب ، وربَّما هو من يحملها إلى نطاق العالمية ، فيبرز الأسلوب من أعماقه خصائص من التفريق بين الكلام واللغة ، فهناك قصد التوصيل الذي ينطلق من دوافع معينة ، واختيار موضوع الكلام الذي يحصره في مجالٍ واحدٍ ، فحين يكون الحديث عن الوقفة الطللية للقصيدة الجاهلية ، فالشاعر يستخدم كلماتٍ بعينها كالحجر والبكاء على الآثار الباقية من الديار ، وهو بحالٍ من الأحوال لا مسوِّغ له ليقحم كلمة ( الطائرة ) مثلاً ، وهذا محكومٌ كذلك بالجانب النحوي للغة الذي يفرض عليه التمسك بتقاليد النحو الخاص بلغته ، فلا يستطيع تقديم الصفة على الموصوف في الشعر العربي كما تفعل القواعد اللاتينية . يتعامل التحليل الأسلوبي مع ثلاثة عناصر : 1 – العنصر اللغوي : إذ يعالج نصوصاً قامت اللغة بوضع شفرتها . 2 – العنصر النفعي : والذي يؤدي إلى أن ندخل في حسابنا مقولاتٍ غير لغوية ، مثل المؤلف والقارئ والموقف التاريخي وهدف الرسالة وغيرها . 3 – العنصر الجمالي الأدبي : ويكشف عن تأثير النص على القارئ والتفسير والتقييم الأدبيين له . ( 5 ) . فعلم الأسلوب هو في خاتمة الأمر بيانٌ لأداء التعبير عبر الفكر من خلال اللغة ، ومع ما في هذا من اتِّساع الفجوة بين الفكر واللغة ، فعلم الأسلوب يساعد على ملء الفجوة بين الدراسات اللغوية والأدبية في مجال التعليم والبحث معاً ، وبفضله يمكن الوصول إلى الوحدة الجوهرية الشاملة التي يهدف إليها النقل المتكامل في تغطيته لمختلف مستويات العمل الأدبي بنيويَّاً ليصل من ذلك إلى تحديد أثره الجمالي الأخير . ( 6 ) . وفي الإمكان أن نحدِّد الأبعاد الآتية لأيِّ أداءٍ لغويٍّ : 1 – موضوع الحديث ، أي الشيء الذي نتحدَّث عنه ، وهو ما أطلق عليه العالم شارلز مورس تعبير البعد السيمانطيقي : Sematic dimension . 2- الأطراف بمعنى المتكلم والمخاطب : speaker and addresse . 3 – العملية الكلامية بمعنى اللغة التي ترسل بها الرسالة . 4 – الصياغة الشعرية وهي اللغة التي نصوغ بها الرسالة . 5- الرسالة والمقصود بها الشكل أو الصيغة التي نقدم موضوع الحديث أو المضمون ، وهي بذلك ترتيب المادة الكلامية . إنَّ كلَّ الأبعاد الخمسة المذكورة آنفاً تدخل في اللغة الشعرية مثلما تدخل أيضاً في الكلام العادي ، إلاَّ أنَّ هذه الأبعاد في اللغة الشعرية تخضع لنظامٍ مغايرٍ ، بل إنَّ بعض هذه الأبعاد تقوم بأداء وظيفةٍ مختلفةٍ في مغزاها عمَّا نتوقعه في لغة النثر ، ولعله من اللافت للنظر أنَّ كلاًّ من هذه الأبعاد الخمسة قد وُجِد من ينادي له بأنَّه يحوي في داخله الخواص الجوهرية للشعر . ( 7 ) . ونشير إلى أنَّ الأهداف العامة في البحث الأسلوبي تقوم على مبادئ علم اللغة التطبيقي ، فالدراسة الأسلوبية تجعل من البيانات اللغوية مرتكزاً لها ، وميزات الأساليب الأدبية المختلفة عن بعضها البعض ، تستدعي استيعاب العلاقة بين اللغة والأداء الفني ، بغية تبيين حدود التأثيرات اللغوية في إسهامات الناقد الأدبي ، فعلم اللغة التطبيقي يتيح رسم ملمحٍ شاملٍ في حيِّز الدراسة الأدبية . وغاية التحليل الأسلوبي المعاصر للبلاغة لا في استتباعها وأرشفتها ، وإنَّما في الكشف عن روابطها المنسجمة أو المتنافرة ، وذلك بمعرفة التوظيف البلاغي للأنماط ، ومعرفة الأهمية النسبية لهذه الأنماط في سياقها النصي المحدد ودورها في تكوين بنيته ، فمعالجتها ليست مجرد علاقةٍ سيمانطيقية مجردة ، فالمضمون مرتبطٌ بالشكل ولا سيَّما في المسألة الشعرية أكثر من غيرها في فنون الأدب الأخرى ، ولا ريب أنَّ خصوصية الشكل تبين وتعدل في الوقت نفسه من المضمون إلى أقصى مدى ، فالرمزية والأسطورة والغموض من سمات القصيدة الحرة المعاصرة ، وارتبط هذا بالشكل أو القالب الشعري له فجاء مبعثراً على السطور بحسب الطاقة الشعورية ، وصارت القصيدة كُلاًّ لا يتجَّزأ ، ولو نظرنا إلى القصيدة العمودية لوجدنا الوضوح والمباشرة ارتبطا في الوزن العروضي ، لذلك جاء شكل القصيدة مكوَّناً من أبياتٍ يشكِّل كلُّ بيتٍ منها وحدةٌ مستقلةٌ لا ارتباط له ظاهريَّاً بالبيت السابق أو التالي ، فلكلِّ نمطٍ أسلوبه الخاص به الذي لا ينفع معه أسلوب الآخر ، والقصة بدورها لا تقبل اللغة العربية ذات الألفاظ الصعبة أو الغامضة ، فالمضمون الفكري أو الاجتماعي للقصة لا ينسجم مع ذلك الشكل اللغوي المتقعِّر – لو جاز لنا التعبير – بل يحتاج إلى لغةٍ أقرب إلى لغة العوام لتمثِّل الأسلوب الحقيقي للغة أبطال القصة من خلال سياقها الثقافي والفكري . ومن هذا كلٍّه نستطيع القول : إنَّ اللغة تعبِّر والأسلوب يبرز ، ويوضِّح علماء الأسلوب طبيعة العلاقة المتوازية بين مستويات المجالين اللغوي والأسلوبي بالنموذج التالي : ( 8 ) علم اللغة النظري علم اللغة التطبيقي منطقة التطبيق فدراسة الأسلوب ذات علاقةٍ وثيقةٍ بالبحث في أنماطٍ لغويَّةٍ متنوِّعةٍ عامَّةٍ ، والناقد الأدبي عليه أن يطيل النظر في بنية النص للوصول إلى تحليلٍ أسلوبيٍّ محكمٍ . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: شبكة ومنتديات همس الأطلال شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins - من قسم: أطلال اللغة والأدب العربي . ]vhsm hgH]f td q,x ugl hgHsg,f > hglpf hgHslkj |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
المحب, الأسمنت, دراسة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دراسة الأختام التي تعرف باسمSigillographia | مطلع الشمس | أطلال علم الاختام Sigillography | 0 | 12-17-2012 03:57 PM |
دراسة : تناول السكريات بكثرة يضعف الذاكرة . | سلاف | أرشيف همس الأطلال . Archived whispered ruins. | 1 | 12-15-2012 03:06 PM |
دراسة: عند الجوع الدماغ يأكل نفسه | نيروز | الأطلال الطبية العامة . | 0 | 12-23-2011 07:34 PM |
دراسة :الإكثار من سحب الدم للتحاليل يعرض للإصابة بالـ (أنيميا) | مطلع الشمس | أرشيف همس الأطلال . Archived whispered ruins. | 1 | 12-15-2011 02:06 PM |
الإسلامية في الأدب | مطلع الشمس | أطلال إيمانية عامة | 3 | 05-22-2011 10:40 PM |
Add Ur Link | |||
منتديات همس الأطلال | دليل مواقع شبكة ومنتديات همس الأطلال | مركز تحميل همس الأطلال . | إسلاميات |
ألعاب همس الأطلال | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . | ضع إعلانك هنا . |