رأيتُ ذات مرّةٍ وأنا في الطريق ..
 شيخًا كبيرًا في السن يتوكأ على عصى تعينه  على الوقوف ، 
 لفتَ إنتباهي كثيرًا فأنا و بطبيعة حالِ  أشفقُ و بشدة على كبار السِن ، 
 لفتَ إنتباهي أنه يسير تحت أشعةِ شمس  حارقه تكاد ان تكوي أعلى رأسه ! 
 
 
 ثارت عواطفي تجاهُ و كنتُ غاضبه أين أبناءه ؟ 
 حسنًا لنقل انه ليس لهو ابناء ، أليس لهُ  اخوه أو جارِ أو أبن جاره ؟ 
 هل يعجزُ أحد على أن يعين هذا الشيخُ  الكبير ويوصلهُ إلى ما يريد ؟ 
 تمنيتُ لو بإمكانِ أن أساعدُه ، 
 
 
 مرت أيامٌ قليلة جدًا و عاودتُ أن أمضي في نفسِ  ذاك الطريق ..
 وكنتُ أفكر ماذا حلّ بذاك الشيخُ الكبير ؟  
 و في لحظةِ ماكنتُ أفكّر إذا بي أراهُ من  جديد!
 
 
 أثار فضولي كثيرًا أودّ أن أعرفَ عنه شئً ! 
 ليس وقت صلاة كي يسير في مثل هذا الجوّ و  السماء تنهمرُ مطرًا .. 
 حقًا أردتُ و بشغفٍ أن أعرف أيّ شئٍ عنه !  
 فبدأتُ أسأل هذا وذاك و في كلّ مرّةٍ  أصابُ بذهولٍ عجيب .. 
 
 
 و في مُجملِ أجوبتِ الناس من حوله ، 
 أنه كان لا يبالي بمدى المسافةِ اللتي  يقطعها 
 أو حتى تلك الشمسُ الحارقه ولا حتى المطر  الغزير ؟
 كان لا يبالي بأي شئٍ إطلاقًا ..
 كان في كل مرة يذهب ليزور قبر زوجتهِ  اللتي يحبُها .. 
 لم يبالي بكبرُ سنّة ولم يشعر بالمللِ  بمارسةِ هذه الزياره ، 
 
 
 كان يزورها منذُ سنين ، كان يذهب لزيارتها كي لا  تشعرَ بالوحدة ، 
 أصبحَ شيخً كبير ومازالَ يُحبّها .. 
 ولم ينسى حتى شكلَها ، أدق تفاصيلها 
 رغم مرور زمنٍ طويل ! إلا أنّه مازال  يُحبها .
 
 
 
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
adoR ;fdv , lQh.hg dEpf~ih ;jdv