
 
عندما أرى الضوء يتسلل إلى الأرض في غياهب الليل 
متوهجاً من صفحة القمر النقية وهو يمشي على استحياء 
يتهادى من خلف الغيوم ، التي كست السماء ثم غدت كسفاً
هنا وهناك ، تاركة مساحات يتجلى فيها القمر إلى الأرض لينشر
حبال ضوئه الهادئة ويدليها على الربى الخضراء ، وهي تبدو 
كأنها سلالم مرصعة باللآلئ ، والورق ، تداعب الخضرة تارة 
وتختفي تارة حتى يأذن الليل بالرحيل ، أو تتبدد تلك الغيمات لتترك 
صفحة السماء لبهاء القمر وضيائه . 
 
أهيم في تلك الآية ، متأملاً ، ثم أطلق لنفسي العنان للإبحار بمخيلة الذكرى
في ذلك السحاب ، وتلك الفضاءات المهيبة ، حتى أشعر بأنني أسير على تلال 
القمر وأنخفض عن نجوده ، وأعبر وديانه ، وأنبسط في سفوحه . 
 
إنها رحلة من الذكرى قد شددت لها رحلي ، وسرت في غيبها ومغيباتها لعلي أحضى 
من روحك بلقاء على تلك التلال ، أو أسمع همسك يتهادى إلي من خلف السحاب .
أو أرى طيفك يتوهج في آفاق السماء كأنه كوكب دري يتلألأ على خط الأفق الرفيع .
 
عندما افتقدت وحيك ، وغاب عني جسدكِ ، وانقطع عني صوتكِ على الرمل ، والتل 
والربوة ، وبين الزهر وتحت الشجر ، وفي صفير الريح وخرير النهر ، بحثت عنكِ 
في الأفلاك ، وتأولتكِ في الأنواء ، وتواريتكِ في السماء ، بين الغيمة وفوق التراب 
وتحت السحاب ، وفي عتو العباب ، وبين رذاذ الضباب ، لعلي ألتقي روحك، وأسترد 
جسدكِ ، وألتمس بين الأصوات همسكِ .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Hgjls fdk hghw,hj ils;A > hgHw,hj