تلـــذذ بسجـــــدة مع ربك   {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ *  يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ*}   السجــــود ..   أقصى درجــات العبودية ،  وأجــــل مظاهــر التذلل ،  وأعذب مناظـــر الخشـــوع ،  وأفضل أثواب الافتقار .   السجــــود ..   انطراح للجبــــار ، وتذلل للقهــار .   السجــــود ..   بمظهره الخاشع ، ومنظره المخبت  يثيــــر في النفس أن العظمة لله ،  والكبرياء لله ، والقوة لله ، والملك لله ،  فهو انحناء لعظمته ، وافتقار لجوده ،  واستسلام لجلالــــه  وأعظــمـ ما في الصـــلاة السجود ،   فالسجود عزة ورفعة ..  وإذا أردت أن ترتفــــع عند الله  فانخفض له ســــاجدا وإذا أحببت القرب من الله  فمرغ أنفك بالتراب وألصق وجهك بالثرى ∞   قال صلى الله عليه وسلم :   " عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة  إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة "   وقال أيضا :   " ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له  بها حسنة ومحا عنه بها سيئة  ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود "   فما أروع السجــــود  وما أجل منظره ، وأعجب هيئته ،  الطــــريق إلى السمــــاء يبدأ من الأرض ،  ومفتــــــــاح :  باب القرب بالسجود على التراب  والسجود لعظمته وجلاله لا يمحــى أثره ،  ولا يزول مكانه حتى ولو دخل الإنسان النار ..!!   يقول صلى الله عليه وسلم :  " ...... حتى إذا أراد الله رحمة من أراد  من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا  من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم  بآثار السجود ،  وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجــــود ،  فيخرجون من النار ،  فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود "   رواه البخاري ..   وقد وصف الله تعالى عبــــاده المؤمنين بقوله :   " {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}   فيــــا الله ما أروع منظر  السجــــــود لمن يتدبــــــر  بينما الإنســــان يأمر وينهي ، ويقول ويفعل ،  ويصول ويجول ،  إذا به منكبـــا على وجهه ، مفترشا الثرى ،  ناثرا للدموع ، مظهرا للفقر ، معلنا بالذل ،  معترفــــا بالنقص ..   و كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ  أَمْرٌ صَلَّى ، ويمــم وجهه لمولاه ،  وكان يسجد في ظلمة الليل ،  ويطيل السجود ويبكي حتى تبل دموعه الثرى ..   وكان عمر بن عبد العزيز يكون في شأن الرعية  في نهاره ، فإذا أقبل الليل رمى بنفسه  في محــــرابه.   فالسجــــود  أقرب هيئــــات المصلي إلى الله تعالى ،  وأحبهــــا إليه ،   يقول عليه الصلاة والسلام :   " أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ،  فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ "   إذا سجد الإنسان فك سلاسل التقليد من الأعراف والعادات ،  فخر ساجدا يمرغ جبينه لله تعالى ،  وأعطــــى القلب زمامه ،  وأرسل النفس على سجيتها ،  فلا حجر على الخشوع ،  ولا ملامــــة على الدموع ،  وقد غلى مرجل الصدر ، وفاضت كأس القلب ،  واشتعلت حرقات الفؤاد ..   إنهــــا السجـــدة  التي يرتعد لها القلب ،  وترتعش لها الجبال الراسيات ،  وتهتز بها الأرض ، ويرتعد لها الجبابرة والطغاة ..   كان صلى الله عليه وسلم :  إذا حزبه أمر فزع إلى الصــــلاة والسجود ،  وإذا ضاقت به الأرض نــــــــادى :  " أرحنــــــا بها يا بـلال "  وإذا مر بآيــــة سجدة سجد لله ، وإذا أعجبه الأمر  أو بشر بالنصر سجـــد ..,   وإن المؤمن إذا أراد أن يحظــــى  بمرافقة المصطفى ، ويفوز بجيرة الحبيب ،  فطريقة إلى ذلك كثــــرة السجود ،  وإدامة الانطراح ..   يقول ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه   قال : " كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي : سلني ،  فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ،  قال : أوغير ذلك ، قلت : هو ذاك ،  قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود "    
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
jgJJJ`` fs[JJJJJ]m lu vf;