|   11-25-2012 | 
  |   |  |  |  |    | لوني المفضل Dimgray |   |   | رقم العضوية : 6 |   | تاريخ التسجيل : May 2010 |   | فترة الأقامة : 5652 يوم |   | أخر زيارة : 07-01-2014 (09:19 AM) |   | الإقامة : أَسْكُن اريَآف أبَي |   | المشاركات : 
13,261 [
+
] |   | التقييم : 
36 |   | معدل التقييم :  |   | بيانات اضافيه [
 +
] |  |  |  | 
  |   الكذب في تويتر والواتساب 
         أدّت زيادة قنوات الاتصال و الشبكات  الاجتماعية عبر الإنترنت إلى حرية الفرد في التعبير عن رأيه بالشكل الذي  يريده ، و أدّى غياب مقص الرقيب لحدوث تدفق معلوماتي رهيب من كل حدبٍ وصوب ،  و هذا ما فتح آفاقاً من المعلومات وأبواباً من الحضارات الغائبة عنّا ، و  هذا أيضاً ما فتح قنوات عديدة لمرور الإشاعات وسهولة تداولها بين الناس .
 بإمكاني أن أعرفّ الإشاعة على أنها معلومة مغلوطة يتم زرعها  داخل المجتمع إما بهدفٍ يرجو من وراءها الفائدة ، أو بدون هدفٍ بسبب  التسلية و سهولة تداول المعلومة عبر المواقع الاجتماعية وأجهزة البلاك بيري  . و ما أراه في الآونة الأخيرة أن الإشاعات أصبحت لقضاء وقت الفراغ وإرعاب  الناس أكثر من كونها وسيلة يتم استخدامها لنشر المفيد بين الناس . سأقف  أمام عدة أمثلة تم تداولها بكثرة على القنوات الاجتماعية وبرنامج (  الواتساب ) الشهير و ماذا قال الناس عنها .
 
 مذنب الينين ، و الذي اقترب من كوكبنا في ديسمبر 2011 م .  إذ قال الكثيرون حينها بأن مروره سيسبب الكثير من الدمار للأرض ، وسيغير من  معالمها بفعل الزلازل والبراكين و موجات التسونامي العملاقة التي ستجتاج  المدن ، و أن هنالك احتمال كبير لذوبان الجليد في القطبين المتجمدين مما  سيؤدي لغرق العالم بأسره .
 
 ولم تقتصر الإشاعات على ذلك فحسب ، بل وصل الأمر إلى تداول  ملف فيديو لرجل يدّعي التحدث بشكلٍ علمي عن اختفاء قارات بعد اقتراب المذنب  منّا ، وقد تنقرض نسبة كبيرة من الحياة في تلك المحنة العظيمة . أتى  التاريخ المزعوم لنهاية العالم ، و لم يحدث أيّ شيء رغم الإشاعة المرعبة  الذي تم تدويرها حتى تلاشت بقدوم تاريخها .
 
 ومن ضمن الإشاعات التي انتشرت – وما زالت حتى الآن – هي  إشاعة نهاية العالم في ديسمبر القادم من هذا العام ، وأن هنالك كوكباً  عملاقاً يدعى نيبيرو سيرتطم بكوكبنا مما سيخلّف دماراً قد يفني بعالمنا .  وأكدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بأنه لا صحة لتلك الإشاعات والتنبؤات  المنتشرة على شبكة الإنترنت ورسائل الإيميل ومن الأفضل أن نتجاهل كل  السيناريوهات المختلقة حول ذلك اليوم .
 
 وقد نرى يومياً في هواتفنا أو صندوق بريدنا إشاعات بلا مصدر  ، كالتحذير من خطورة صنف محدد من الأطعمة ، أو شامبو مسبب للسرطان ، أو  حتى أخبار ومقولات وفيديوهات لا تمت للحقيقة بصلة . وما يزيد من المعضلة هو  سرعة تداول هذه المعلومات من باب الفضول والرغبة بمعرفة تفاصيلها وذلك من  خلال مداورتها فيما بيننا ، و نحن لا نعلم بأن هذا الفعل هو سبب انتشارها  في الساحة . وكأننا نعيب الإشاعة والعيب فينا .
 
 * * * * * 
 لقد أصبحت أجهزة الجوال الذكية في متناول أيدي الجميع ،  وهذا ما سيفتح مجالاً لسهولة حصول الأطفال على أي معلومة ، ومواجهتهم لكّم  كبير من المعلومات التي لا تناسب أعمارهم الحالية ، ونظراً لصغر عقولهم  وقلة إدراكهم وطراوة فكرهم ، قد يتداولوا فيما بينهم إشاعات أو أفكار مشوشة  مما يؤثر على نمط تربيتهم بسبب ذلك الانفتاح السابق لأوانه .
 
 لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقوم بصد رياح التغير عن  المجتمع ، و لعل السلوك الأمثل لمواجهة تكنولوجيا العصر وثورة المعلومات هو  خلق بيئة توعوية تتمثل بالبحث والتقصي عن مصدر المعلومة والتأكد من صحتها  بدلاً من البدء بنقلها دون وعي . ولأن بيئتنا التعليمية تمحورت حول التلقين  والحفظ ، قد نحتاج إلى بعض الوقت لندرك أهمية البحث والاستقصاء حول ما  نستقيه من معلومات في شتّى العلوم .
 
 إن من مساوئ الانفتاح الإعلامي الحديث هو سهولة نشر  المعلومة على أكبر نطاق ممكن وإن كانت غير مثبتة ، مما يعني صعوبة نفيها في  حال إضرار تلك المعلومة لفرد أو منظمة اجتماعية ، وقد يحتاج المتضرر إلى  منبر إعلاني ضخم لكي يزيل ما أصابه وهذا ما سيكلفه الكثير من المال والجهد  للقضاء على الإشاعات من حوله .
 
 ولضمان أكبر نسبة لحرية الآراء والتقليل من حدتها المطلقة  التي قد تضر بمعتقدات وأفكار الغير ، من الواجب أن نقوم بسن قوانين تُحاكم  كل من تثبت إدانته بإساءة للغير ، سواءً كانت إشاعة أو معلومات مغلوطة قد  تضر بالسمعة العامة . وبهذه الطريقة سنضمن حرية غير حادة ، تمنح المتحدث  حدوداً لا تتداخل مع حدود غيره ، وتزيل الرأس المسنن المصاحب لبعض الآراء  المتحررة كما يدّعي أصحابها ، وبذلك نجني رأياً حراً (غير حاد) ، ونرضي  طموح كل الأطراف .
 
 خاتمة
 
 لا تدع الموضوع يتوقف عندك ! انشر و لك الأجر فربما يهتدي  أحدهم بسبب نشرك له ، ويكون في ميزان حسناتك ، المهم انشر !
 ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
 
 
 
 hg;`f td j,djv ,hg,hjshf |