رُؤيةٌ أُولَىٌ :
 ....
 لقد رأيت الحياة .. عارية ،
 تقف في ميدانٍ .. مُمتدًّ إِلى بعد .. 
 البصر ببصرٍ .. ، تقف ساقطةً .. 
 آحدى نهديها ، يلعق البعض .. 
 لبنه الأبيض .. بشرههٍ .. ، 
 ويبتسموا !
 والأخر ، البعض يعتصروا لبنه أسود ..
 ورئتهم تتحجر .. وأفواههم تتشقق .. ،
 ويبتسموا !
 
 وآخرون .. أسفل قدميّها ، تئن عروقهم ،
 ورغم ذلك يتنفسوا !
 وآخرون .. بين ساقيّها ، يمتصّوا رحيقها الأحمر ..
 يُنادون بالمزيد ، هه !
 
 رُؤيةٌ ثَانَيةٌ :
 ....
 شرائحٌ تسكن .. أسفل أتربة الحياة ..
 تعفنت صدورهم .. ، وحبلت بأجنةٍ غير
 شرعية .. ، الأجنة ، لم تكن سوى .. ،
 أحلام عُذرية .. تهتكت عذريتها .. بأيدى
 الهادمين ، فسقطت فوق رصيف الحياة .. ،
 تعوي .. موبؤة ، بنصفِ رئة .. 
 وعين مَغْشُوّة .. ، و خيال مبتور .. !
 
 رُؤيةٌ ثَالَثَةٌ :
 ....
 الزمن مختبيء .. تحت سطح الحلم .. ،
 فَ علا الزمن .. فوق سطح الحلم .. فَتعرى الحلم .. 
 فسقط في وحل الواقع .. ، والواقع ، صعد فوق ..
 ظهر سحلفاة .. ممتعضة ، سقطت عمدًا ..
 في بئرِ القدر .. ولكنها لم تغرق .. 
 ولكن غرق الحُلم .. وأنتشلوا جثته ،
 وبكى الغسق .. !
 ....
 رُؤْيَةٌ لَم تَبْح .. بِها الّلْوحَة .. :
 ....
 خلف أحدى فتحات الشفق .. ،
 رأيت امرأة ..
 تحتضن وسادة .. وتُهمس لها برفقٍ .. ،
 كم تشبهين زوجي ، اللذي لم أتزوجه .. !
 
 رأيت رجل .. يُضاجع الليل .. 
 بين امرأته .. وهي تبكي ، 
 خوفًا مِن أن يعُمّ الليل .. أجرائهَا !
 
 رأيت امرأة .. تتمايل كفرسٍ عربي ..
 فاز فِي عدوٍ عربي .. ومَن حصد الجائِزة .. 
 فحلٌ عربي !
 
 رأيت رجل .. يتلصص من نافذة .. الفجر ،
 يبحث عن شيءٍ .. سقط مِن السماء ..
 أسفل أقدام الأرض .. !
 
 رأيت خيلُ العرب ،
 يتمايلن كبعضِ النساء .. الشهيّات في بلادي ..
 في سيرِها فرس .. وفي عنفوانِها موجة .. ،
 وفي دلالها عصفور .. ، ولكنها عرجاء .. !
 
 
 
 خطوط مائلة .. في الصدر ،
 ألوان شاردة .. في الوجه 
 فرشاه تعبث .. في الجسد ،
 قلم يبحث .. عن توقيع في وجه
 اللوحة !
 الأن فقط ، سقطت عينيّ .. 
 مِن فوق سطح ، السقف الأسود .. !
 
 
 
 
 
 
 خَارِج إِطَار الّلوْحَة : 
 أخلعوا ثياب الطُهر .. فلم تعد تروق لكم .. !
 ليس معنى التجاهل .. أننا نحتقرهم .. هي مجرد صفعة .. بلا أيد !
 أيها المعاقون فكريًا .. صمتًا !
 كم من نُسّاكِ .. عُراة خلف الكواليس .. !
 مِن رحم السّواد .. خُلق البياض .. ، وبعد موت الحياة .. تَخَلّق الموت .. !
 تلك النقاط التي تملأنا .. كثيرًا ، حروفًا آبت الحروف .. !
 فوق الآسَرّة.. تنكشف الأغطية ، وتختبأ الأقنعة .. ، وتزول مكياجات التّصنع .. !
 الشهوة ، جوع الجسد من تفاح العهر .. والشوق ، جوع الروح .. من تفاح الطهر .. !
 علامات التعجب .. حائط سدّ للبوح ، فخلفها تسكن الأدلة .. !
 علامات الأستفهام .. حيز ضيق ، يتيح لنا القفز .. فوقه !
 أفرغوا محتويات .. الحقد ، في مزبلة ريائكم .. فلن تُصدر صوتًا .. ولن تَعلو قدرًا ،
 فقط ستتعالى الرائحة في آنوفنا .. وستغلوا أثمان الكمامة / القمامة ! هه
 للحرف صوت وصدى .. وللحفر عمق ومدي .. !