|   رد: رحلة ابوازهاروابوعلى وابونواف 
 
        
كنت متكئاً وأتجول في صفحات المنتدى ، وأتابعالجديد من المواضيع ، وأمر على بعضها فأستطيع
 أن أكتب شيئاً من الحروف ، وأركب بعضاً من الكلمات
 التي تأتي بناء على قوة الموضوع المطروح ، وتتأثر بمدى
 جودته ، وقوته وجماله وروعته ، فإما إن تاتيني تنهمر انهماراً
 أو تأتي إلي على استحياء ، يقيدها الكسل ، ويعيقها الوجل ، فتتجلى
 قوتها في السطور المتواضعة ، والكلمات القليلة المتباعدة أحياناً .
 وتارة يهجم علي النعاس ، وأغفو إغفاءة المنهك ، أتلذذ بلحظة نوم يسيرة
 لا تلبث أن تتبدد وتذهب لأي سبب أو مؤثر خارجي بسيط .
 حتى أن مررت على هذا الموضوع ، ووقعت عيني عليه من خلال صفحة المتواجدين
 التي كثيراً ما الجأ إليها كاستراحة يسيرة وتفقد لأحوال المنتدى وسير العمل فيه ، فما
 أن وقعت عيني عليه حتى استويت من متكئي ووضغطت ضغطة قوية وسريعة على رابط
 الموضوع ، وأنا على عجل وأهمس للصفحة بأن تفتح بسرعة مع أن الاتصال لدي سريع
 ولا يستغرق أجزاء من الثانية والحمد لله ، ولكن كان للموضوع وقع آخر ، وإحساس آخر
 فما أن فتحت الصفحة واستقرت تماماً حتى بدأت أتجول في أرجاء الموضوع بهدوء ، ثم أتوقف
 فيه مع كل جزئية منه ، ثم أبحر مع كل صورة وأطيل التأمل في قسماتها ، فابحر سابحاً في
 عالمها العتيق ، وأتحدث إلى وقارها الصامت ، وسكونها الوقور ، وأستمع إلى حديثها
 الذي يعزف على أوتار الأنين ، ويردد نغمات الحنين ، وتتوالى كلماتها القابعة في ردح الأزمان
 وتجدد في خضم الأحداث ، وحداثة العصر ، فتأبى إلا أن تكون شامخة ، أبية ، لا تلوي ولا تنظر
 إلى إبداع الجيل ، ولا تخشى من حداثة الأجيال ، ولا تشتكي من تقادم عهدها ، ولا تتأفف من تهاويها
 لأنها تعلم أنها كانت صروحاً شامخة ، في عصور قد مضت ، ومنها انطلق الإنسان إلى معترك
 الحضارة وبذخها ، وكأنها تعتب عليه لتركها وتناسيها ، وتارة أخرى تتوعده وتوعده بأنه سيعود غليها
 في يوم ما وإن كانت عودته على مضض وبعد ترف وبذخ سيؤول به الأمر إليها ، وسيعود لها حتى
 لو كانت للذكريات والتأمل وندب الحظ ، والتأسف على الماضي ، وعلى ما ذهب من العمر
 من صبا وشباب ، ثم توجه إلى عتي العمر .
 
 شكراً شكراً أبا نواف فو الله أنني قد استمتعت مع هذه المناظر والصور الرائعة
 وعشت معها وكأنني عشت أيامها من جديد ، فكم هو جميل الماضي عندما نستعرضه
 في قالب الحاضر ، ونتقلده في ثياب المستقبل .
 تحياتي لك ولأبي علي وأبي أزهار وشكراً لكم جميعاً على هذه الجهود الرائعة .
  ![]()  |