جنَّ ليلٌ فكان القمرُ بازغاً ، فتأملتهُ وهو يسير في وعليه 
وقارٌ ونور يبدد حلكةَ الليلِ ، يتوارى في الضباب والسحاب 
وتارة يتباهى بنوره في كبد السماء ، فبقيت أتأمله وهو في 
وقاره وبهائه فناجيته حتى رسمتكِ على صفحته فاندمجت 
روحي في الحديث حتى وضعتكِ مكانه وكأنكِ أنت التي تسيرين
في تلك المسيرة العظيمة ، تغدقين على مشاعري وقلبي بعاطفة
تغمرني ، وتجودين على أحاسيسي بوابل بفيض من غيض جمالك
الفاتن ، فأظل الليل ساهراً في مناجاتكِ على صفحة القمر البيضاء
كأنها طلعتكِ البهية . 
 
لقد همتُ بكِ حتى تخيلتكِ في كل جميل ، في القمر في بهائه ، وفي 
النسمة العليلة في رقتها ، وفي الوردة العطرة في عطرها ، وفي 
شربة الماء الزلال في عذوبتها ونقائها ، وفي كل معنى حسن . 
 
دعيني أحبكِ كيف أشاء ، دعيني أهيم بكِ ، واتركيني أغرمُ بكِ 
دعي جنون حبي يأخذني إلى عالمكِ وإلى أرضكِ ، وترابكِ 
واسمحي لخيالي يسبح في صورتكِ يرسم تقاسيم وجهكِ ، ويبحر
في بحر جمالكِ ، وامنحي ذاكرتي فرصة القراءة في ذكراكِ لأجدد
كل لحظة مضت معكِ وأجسدها من جديد حباً خالداً وعشقاً متزايداً 
كلما تقادم عهدها أعيد نقشها . 
 
اتركيني أحلق في سماء جمالكِ ، وأحط على أغصان بساتينكِ 
وأشتم عبيركِ ، وأتفيأ ظلالكِ ، وأشرب من رحيقكِ المختوم .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
[k,k pfd >