
 
إعدام شيخ الشهداء عمر المختار يوم 16-09-1931 على يد الاستعمار الإيطالي الفاشستي
 
 رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ === يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ
 يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ     === توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ
 ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ=== بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ
 جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌ === تَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ
 يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا     === يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ
 تِلكَ الصَحاري غِمدُ كُلِّ مُهَنَّدٍ     === أَبلى فَأَحسَنَ في العَدُوِّ بَلاءَ
 وَقُبورُ مَوتى مِن شَبابِ أُمَيَّةٍ     === وَكُهولِهِم لَم يَبرَحوا أَحياءَ
 لَو لاذَ بِالجَوزاءِ مِنهُم مَعقِلٌ     === دَخَلوا عَلى أَبراجِها الجَوزاءَ
 فَتَحوا الشَمالَ سُهولَهُ وَجِبالَهُ     === وَتَوَغَّلوا فَاِستَعمَروا الخَضراءَ
 وَبَنَوا حَضارَتَهُم فَطاوَلَ رُكنُها     === دارَ السَلامِ وَجِلَّقَ الشَمّاءَ
 خُيِّرتَ فَاِختَرتَ المَبيتَ عَلى الطَوى ===     لَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ
 إِنَّ البُطولَةَ أَن تَموتَ مِن الظَما     === لَيسَ البُطولَةُ أَن تَعُبَّ الماءَ
 إِفريقيا مَهدُ الأُسودِ وَلَحدُها ===     ضَجَّت عَلَيكَ أَراجِلاً وَنِساءَ
 وَالمُسلِمونَ عَلى اِختِلافِ دِيارِهِم     === لا يَملُكونَ مَعَ المُصابِ عَزاءَ
 وَالجاهِلِيَّةُ مِن وَراءِ قُبورِهِم     === يَبكونَ زيدَ الخَيلِ وَالفَلحاءَ
 في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَحِفظِهِ     === جَسَدٌ بِبُرقَةَ وُسِّدَ الصَحراءَ
 لَم تُبقِ مِنهُ رَحى الوَقائِعِ أَعظُماً     === تَبلى وَلَم تُبقِ الرِماحُ دِماءَ
 كَرُفاتِ نَسرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيغَمٍ     === باتا وَراءَ السافِياتِ هَباءَ
 بَطَلُ البَداوَةِ لَم يَكُن يَغزو عَلى ===     تَنَكٍ وَلَم يَكُ يَركَبُ الأَجواءَ
 لَكِن أَخو خَيلٍ حَمى صَهَواتِها     === وَأَدارَ مِن أَعرافِها الهَيجاءَ
 لَبّى قَضاءَ الأَرضِ أَمسِ بِمُهجَةٍ     === لَم تَخشَ إِلّا لِلسَماءِ قَضاءَ
 وافاهُ مَرفوعَ الجَبينِ كَأَنَّهُ     === سُقراطُ جَرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
 شَيخٌ تَمالَكَ سِنَّهُ لَم يَنفَجِر     === كَالطِفلِ مِن خَوفِ العِقابِ بُكاءَ
 وَأَخو أُمورٍ عاشَ في سَرّائِها     === فَتَغَيَّرَت فَتَوَقَّعَ الضَرّاءَ
 الأُسدُ تَزأَرُ في الحَديدِ وَلَن === تَرى     في السِجنِ ضِرغاماً بَكى اِستِخذاءَ
 وَأَتى الأَسيرُ يَجُرُّ ثِقلَ حَديدِهِ     === أَسَدٌ يُجَرِّرُ حَيَّةً رَقطاءَ
 عَضَّت بِساقَيهِ القُيودُ فَلَم يَنُؤ     === وَمَشَت بِهَيكَلِهِ السُنونَ فَناءَ
 تِسعونَ لَو رَكِبَت مَناكِبَ شاهِقٍ ===     لَتَرَجَّلَت هَضَباتُهُ إِعياءَ
 خَفِيَت عَنِ القاضي وَفاتَ نَصيبُها     === مِن رِفقِ جُندٍ قادَةً نُبَلاءَ
 وَالسُنُّ تَعصِفُ كُلَّ قَلبِ مُهَذَّبٍ     === عَرَفَ الجُدودَ وَأَدرَكَ الآباءَ
 دَفَعوا إِلى الجَلّادِ أَغلَبَ ماجِداً     === يَأسو الجِراحَ وَيُعَتِقُ الأُسَراءَ
 وَيُشاطِرُ الأَقرانَ ذُخرَ سِلاحِهِ     === وَيَصُفُّ حَولَ خِوانِهِ الأَعداءَ
 وَتَخَيَّروا الحَبلَ المَهينَ مَنِيَّةً     === لِلَّيثِ يَلفِظُ حَولَهُ الحَوباءَ
 حَرَموا المَماتَ عَلى الصَوارِمِ وَالقَنا     === مَن كانَ يُعطي الطَعنَةَ النَجلاءَ
 إِنّي رَأَيتُ يَدَ الحَضارَةِ أولِعَت     === بِالحَقِّ هَدماً تارَةً وَبِناءَ
 شَرَعَت حُقوقَ الناسِ في أَوطانِهِم     === إِلّا أُباةَ الضَيمِ وَالضُعَفاءَ
 يا أَيُّها الشَعبُ القَريبُ أَسامِعٌ     === فَأَصوغُ في عُمَرَ الشَهيدِ رِثاءَ
 أَم أَلجَمَت فاكَ الخُطوبُ وَحَرَّمَت ===     أُذنَيكَ حينَ تُخاطَبُ الإِصغاءَ
 ذَهَبَ الزَعيمُ وَأَنتَ باقٍ خالِدٌ     === فَاِنقُد رِجالَكَ وَاِختَرِ الزُعَماءَ
 وَأَرِح شُيوخَكَ مِن تَكاليفِ الوَغى ===     وَاِحمِل عَلى فِتيانِكَ الأَعباءَ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Hpl] a,rd dved ulv hglojhv > lpl] ]vfd