يا شهر آذارْ … حيث صوتُ السنين …
وطعم الحنين … وفيك الجنة والنارْ …
كلما نطقتُ حروفكَ أشتاقُ إلى الزمن البعيد …
إلى الطفولةِ .. وإلى الصبا والشبابِ … وبهجة الأعمارْ .
أحنُّ إلى الريفِ .. واجتماع الرعاةِ
على عيون الماء والأنهارْ …
أشتاق إلى تقاليد الباديةِ … وصوت ثغاء
الشاةِ وتغاريد الأطيارْ .
وإلى نسمة الصباح … وصفير الرياح
في نافذة الدارْ .
يا شهرُ آذارْ …
صوتُ حروفك يذكرني بصوت قدميها
وهي آتيةٌ … تفرق الأعشابَ التي
نبتتْ على جانبي الطريق وتقطفُ الأزهارْ .
وتلمسُ كتفيها وجبينها … وتارةً خديها
دانيةُ الأشجارْ …
تمشي بخفة فيهتز جسمها …
ويرقص نهداها بهدوءٍ … وعليهما
من جلالتها مهابةٌ ووقارْ …
يا شهرُ آذارْ … اشتقتُ لها وهي جاثيةٌ
على ركبتيها … تداعبُ بكفيها الحشائشَ
وبين يديها ترفرفُ الفراشاتُ …
وتحط على الأزهارْ …
أحن إليها وهي في السفحِ …
بينما نَفَشَتْ من حولها نعاجها …
وهي ترقبها … وأنا أراقبها ويتبعها بصري
ومن حولها روحي تدورُ … وقد ملكتْ مني
البُصْرَ والإبصارْ .
موسى آل مريع الفيفي
26 / 5 / 1445هـ